13 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان وحكاية المسارات (3)

21 يونيو 2016

لا يجد القارئ من الكاتب سواه الترحيب الحار حين يتم بينهما التواصل الجاد، الذي يترجم امتداد هذا الأخير وتأثر الأول بما يكون من ذاك الامتداد، وهو تماماً ما يحدث معي في كل مرة يُقبل علي فيها أحدهم؛ كي يتقاسم معي تفاصيل أي مقال سبق لي وأن كتبته وتقدمت به كنتيجة خالصة لتجربة ناضجة تستحق المشاركة، وبصراحة فإنه ما قد كان فعلاً في آخر تواصل تم مع أحدهم (حين امتدت جسوره) وكان أن أسعدني بكل مُخرجاته؛ لأنه عاد علي بفائض أدركته من خلال تلك البصمة التي تركها مقالي الأخير، ولم يكن ليخلو من كلمات الشكر التي صافحت كل ما قد تقدمت به من جهود في سبيل التحدث عن (رمضان) ولكن من زاوية مختلفة ألا وهي زاوية (المسارات) التي تجرنا؛ كي ننساق إليها ونسير حيث النهايات التي نُقررها نحن (لا) غيرنا ممن لا حق لهم بفعل ذلك. لاشك أن للظروف دورها في التأثير علينا، كما أن للمحيط الذي يحتوينا دوره الذي لا نستطيع تجاوزه، ولكن تظل مهمة تولي (مهمة تحديد المسار) علينا، بمعنى أن كل واحد منا هو المسؤول الأول عن كل ما يحدث في الوقت الحالي وسيحدث له مستقبلاً، دون أن تُسند تلك المهمة إلى غيره.إن حكاية المسارات التي ننساق إليها في كل (وقت وحين) تُميزنا متى كانت النهايات المرجوة عظيمة، وتُقلل من شأن المُنكب عليها متى كانت النهايات المرجوة قليلة القيمة، والحق أن هذه الأخيرة لا تحظى بشعبية واسعة إلا مع من تجذبه البدايات وتشغله المغريات الوهمية التي تُحيط بها، وسرعان ما تفقد قيمتها بمجرد أن يتم تجاوزها، بمعنى أن من يسلك تلك المسارات وتجره تلك المغريات لن يحظى بشيء يُذكر، سواه وسام (هدر الوقت)، الذي يذهب ولكنه لا يعود أبداً، فهل هذا ما يستحق منا السير خلفه؟ وهل ما سنجده في النهاية هو ما يليق بنا فعلاً؟إن تحديد ما نريده منذ البداية المطلقة هو ما يساعدنا على اختيار المسار الذي نود سلكه؛ لذا يتوجب علينا اختيار كل ما يليق بنا، ويستطيع نقلنا حيث نحلم بأن نكون، ووصيتي لكل من يبتعد عن هذه المهمة هي: أن يعود إليها، ويتذكر أن ما يفعله الآن سيحصد نتائجه غداً، وعليه فإنه ومن الأفضل بأن يفكر بكل ما يفعله وما يود الإقدام عليه. أنا أدرك تماماً أن كلماتي واضحة وضوح الشمس، لكن هناك من يفضل تجاوزها وكأنها غير موجودة، فتجده يفعل ما يحلو له دون أن يفكر بحقيقة ما يفعله ونتائجه المتوقعة؛ لأنه وبكل بساطة لا يفكر سوى بالنتائج اللحظية التي ينتهي مفعولها سريعاً، حتى ومتى صار ذلك بالفعل وفاق من غيبوبته عاد ومن جديد للبحث عن نتائج لحظية محدودة النفع، سيعيش معها ذات القصة؛ ليظل حيث هو في حين أن غيره سيكون قد تجاوزه بمسافات ستبدو طويلة جداً ولكن بعد حين، وتحديداً متى حانت اللحظة الحقيقية لاكتشاف الحقيقة، التي نأمل بألا تكون في الوقت الضائع.يعتقد البعض أن الحديث في رمضان يأخذ صبغة رمضانية لا تليق إلا بهذا الشهر الفضيل، في حين أن ما نفعله خلال هذه الفترة هو ما يجدر بنا فعله كل الوقت وفي أي وقت؛ لأن ما نتحدث عنه ويهمنا تطوره وتقدمه هو عملنا، الذي يكون منا، ونتقدم به؛ كي تدور عجلة الحياة كما يجب دون أن تعاني من أي خلل يمكن بأن يكون بسبب تقصير أحدهم، أو عدم اهتمامه بما عليه من مهام، من الأفضل أن نتفق على ضرورة الالتزام بها كل الوقت دون أن نقصر في ذلك، وعليه Did get the message?وأخيراًأتوجه بخالص الشكر وصادق التقدير لكل متابع يحرص على الخروج بعظيم الفائدة من كل كلمة أتقدم بها، ولا أرجو منها سواه التوفيق لي ولكم، وحتى يُكتب لنا اللقاء من جديد كونوا بخير.