11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحضارات لاتفنى

21 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المنعطفات التاريخية هى التى تحدد بقاء أى حضارة أو فناءها وتخرج كنوز حكمتها. والحضارات بالطبع لا تفنى لأنها ركب الحياة ، ولكن أهلها الموكلون برعايتها هم الذين يفنون لو أخلدوا إلى الأرض. والحضارة إذا إندثرت على يد قوم لم يرعوها حق رعايتها سيوكل الله قوما آخرين يهبون لها وينهضون بها. وكان ذلك على الله يسيرا. إن الجنوح للغرب والاغتراب الفكري ومثل هذا الاحتواء للعقل الإسلامي والعربي وضع المفكرين المسلمين في أنبوب ضيق لايرون إلا ما يراه الغربيون ولا يفهمون إلا من خلال المنظور الغربى ، وهذا حال أغلب المفكرين المسلمين اليوم بل حال أغلب من يدّعون ’الثقافة‘. أدى هذا وبوضوح إلى إلغاء شخصية المفكر الإسلامى وإلغاء العقلية التى من المفروض أن تكون متميزة فى هذا الجزء من العالم بما تنفرد به من ملكات. انقلبت طبقة المفكرين المتميزين إلى أكاديميين يحفظون دروسهم ويرددونها دون أى انفعال أو أدنى فاعلية. وبالتالى اندثرت المقدرة على التدبر والاستنباط والإبداع والابتكار وانعدم الحس المعرفي. والحس المعرفي لا يعرف الزيف. وصار اكتساب المعلومات يأتي ’بالتلقين‘ بدلا عن إكتساب المعرفة الحقيقية ’بالتيقين‘ وتنميتها. توقفت مسيرة الإسهام الإسلامى فى الحضارة الإنسانية ولا تزال غائبة ولن تعود إلى سابق عهدها إلا بالولوج إلى عالم المعرفة الحقيقي الذى يلقي الضوء على قِيَم الإسلام وعلى واقع العصر وعلى عطاء سائر الأمم وعلى حكمة التاريخ ، هذا هو ركب المعرفة الحقيقي. وأهم من هذا كله التعرف على آيات الله في الكون وعلى دلائل وحدانية الله سبحانه لأن هذا هو نبع المعرفة الحقيقي. والولوج إلى عالم المعرفة المعني هذا لا بد له من بداية جديدة من ذلك النبع مشفوعا ومدفوعا بالتراث الإسلامي الخالد الذيي هو للأسف يمثل كل الإشراقات التي لدى المسلمين اليوم. فالهيكلة المعرفية التي تسود هذا العصر بعيدة وتزداد بعدا عن منهج الإسلام بل تتغول عليه وعلى ثوابته. لكن المشكلة الرئيسية ليست في مقدرة الفكر االغربي وقصور قدرة الفكر الإسلامي فهناك وجود مقدر للفكر الإسلامي ولكنه للأسف يقف أسيرا بين دوامتين لا يستطيع منهما فكاكا: فمن ناحية هناك تداعيات المدرسة الفكرية الفرنسية التى أحكمت عليه الحصار ، ولكن الأخطر والأدهى من الناحية الأخرى هو الدور اليهودي ’الخفي‘ المتربص أبدا بالإسلام منذ بدايته.