31 أكتوبر 2025

تسجيل

أنواع الفتن

21 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكر ابن منظور في معنى الفتنة: "الابتلاء والامتحان والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك: فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيد". وتنقسم الفتن إلى نوعين، بحسب الهدف من الفتنة، فهناك فتنة من قبل الله سبحانه وتعالى، وهناك فتنة من قبل البشر أنفسهم. 1- فالفتنة التي تكون من قبل الله سبحانه وتعالى، يكون الهدف منها الاختبار والتمحيص، كما في قوله سبحانه: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت:2و3]، إذاً فالهدف واضح وجلي، فالله سبحانه وتعالى يريد أن يكشف المؤمن الصادق من الكاذب، وهو تعالى أعلم بهم فهو علام الغيوب، ولكن الله يريد أن يظهر ويكشف للناس المؤمن الحق من المؤمن الكاذب، فيزداد المؤمن القوي إيماناً وقوةً، وينكشف أمر المنافق والمخادع، فينقى الصف المؤمن من الدخن والوهن.2- الفتنة التي تكون من قبل البشر أنفسهم، ويكون الهدف منها رد المؤمنين عن دينهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج:5]، فهذا النوع من الفتنة يكون من قبل البشر أنفسهم ضد المؤمنين، ليصدوهم عن سبيل الله، وقد تكون الفتنة بالتعذيب، وقد تكون بنوع آخر من المغريات الأخرى كالسلطة والجاه والمنصب والمال والنساء، أو غيرها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، يقول محمد الأمين الشنقيطي مفسراً لهذه الآية: "ويحتمل أن يكون مراداً به أصحاب الأخدود، و "فتنوا" بمعنى أحرقوا، ويحتمل أن يكون عاماً في كل من آذى المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم، ويردوهم عنه بأي أنواع الفتنة والتعذيب".ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءً شاملاً في الاستعاذة من فتن المحيا والممات بأنواعها، كما خص شر فتنة المسيح الدجال، لأنها من أشد أنواع الفتن على المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" رواه مسلم.وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" رواه مسلم.فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.