19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) تذكر الآيات هنا قصة المؤمنين بالقرآن ووصف ثوابهم بعد قصة الكافرين به وكيفية عقابهم جريا على السُّنة الإلهية من شفع الترغيب بالترهيب والوعد بالوعيد لبيان التباين بين حال الفريقين , وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالحسنة والجمع لإفادة أن المراد منها جملة من الأعمال الصالحة التى أشير إلى أمهاتها في مطلع السورة الكريمة , وطائفة منها مفاوتة حسب تفاوت حال المكلفين في ماجب التكليف واستحقاق البشارة مجموع الأمرين من الإيمان وهو الأساس والعمل الصالح كالبناء عليه , ( أن لهم جنات ) الجنة هى المرة من مصدرجنة إذا ستره تطلق على النهر والشجر المتكاثف المظلل بالتفاف أغصانه , وسميت دار الثواب مع أن فيها مالا يوصف من الغرفات والقصور مناط نعيمها ومعظم ملاذها وهى سبع على ما ذكره بن عباس ( رضى الله عنهما ) : جنة الفردوس وجنة عدن وجنة النعيم ودار الخلد وجنة المأوى ودار السلام وعليون , وفي كل واحدة منها مراتب , ودرجات متفاوتة بحسب تفاوت الأعمال وأصحابها , ( تجري من تحتها الأنهار ) أي جريان الأنهار من تحت تلك الأشجاروعن مسروق : أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود , والنهر المجرى الواسع فوق الجدول ودون البحر كالنيل والفرات .( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ) صفة أخرى لجنات أخرت عن الأولى لأن جريان الأنهار من تحتها وصف لها باعتبار ذاتها , وهذا وصف لها باعتبار أهلها المتنعمين بها وأثمارها كثمارجنات الدنيا والمعنى هذا مثل الذي رزقناه من قبل , وإنما جعل ثمر الجنة كثمار الدنيا لتميل إليه النفس حين تراه , فإن الطباع مائلة إلى المألوف متنفرة عن غير المعروف , وليتبين لها مزيته وكنه النعمة فيه إذ لو كان جنسا غير معهود لظن أنه لا يكون إلا كذلك أو مثل الذي رزقناه من قبل في الجنة لأن طعامها متشابه الصور , كما يحكى عن الحسن ( رضى الله عنه ) : إن أحدهم يؤتى الصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيراها مثل الأولى فيقول ذلك فيقول الملك كل فاللون واحد والطعم مختلف , أو كما روى أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " والذي نفسي بيده إن الرجل من أهل الجنة ليتناول الثمرة ليأكلها فما هى واصلة إلى فيه حتى يبدل الله تعالى مكانها مثلها , وقد روى عن ابن عباس ( رضى الله عنهما ) من أنه ليس في الجنة من أطعمة الدنيا إلا الاسم , وإن مستلذات أهل الجنة بمقابلة ما رزقوه في الدنيا من المعارف والطاعات متفاوتة الحال , فإن الجنة فيها وما فيها من فنون الكرامات من قبيل الثواب .( وأتوا به متشابها ) والمراد مما رزقوا في الدارين ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) أي مما في نساء الدنيا من الأحوال المستقذرة كالحيض والدرن ودنس الطبع وسوء الخلق , فإن التطهر يستعمل في الأجسام والأخلاق والأفعال ومتطهره أبلغ من طاهرة , ومتطهرة للإشعار بأن مطهرا طهرهن وما هو إلا الله سبحانه وتعالى , أما التطهر فيحتمل أن يكون من قبل أنفسهن كما عند اغتسالهن , والزوج يطلق على الذكر والأنثى .( وهم فيها خالدون ) أي دائمون والخلود في الأصل الثبات المديد دام أم لم يدم والمراد ههنا الدوام قطعا لما يقضي به من الآيات والسنن وبشر المؤمنين بها وبدوامها تكميلا للبهجة والسرور، اللهم وفقنا لمراضيك وثبتنا على ما يؤدي إليها من العقد والعمل .