29 أكتوبر 2025

تسجيل

"موسم" الخيرات في شهر البركات

21 يونيو 2015

بداية نبارك للجميع بالشهر الكريم في قطر، قيادة وحكومة وشعبا، وللأمتين العربية والإسلامية، ونسأل الله أن يبارك لنا في رمضان وأن يتقبل من الجميع الصيام والقيام.شهر الخيرات له أجواؤه الخاصة، فغير المسلمين يعتقدون أن هذا الشهر الكريم شهر جوع وإرهاق لا يتحمله البعض بحسب تعبيرهم، وهم لا يعلمون الفرحة التي تدخل قلوب المسلمين وانتظارهم له بفارغ الصبر، فكما يتصيّد الغرب مواسم التنزيلات في أسواقهم ومحلاتهم التجارية أو عروضهم الفصلية، فيما يُسمّى (الآوت لت) وتعتبر فرصة ثمينة لهم، فالمسلمون ينتظرون مقدم هذا الشهر الكريم، لأن فيه عروضا لا تجدها في أي مكان من العالم ولا في أي دين آخر، أجواء روحانية، تجديد العهد واللقاء بأمور ديننا الحنيف، من قراءة للقرآن الكريم وحلقات لكبار العلماء في الأمة، وإن كانت هناك محافظة واستمرارية في كل الطاعات وعلى مدار العام، إلا أن لهذا الشهر نفحات ودرجات تُعتق رقاب كثيرة من النار، نسأل الله أن نكون منهم، كما أن هناك مواسم أخرى كثيرة كالحج مثلا، إلا أن لهذا الشهر قدسيّته وأجواءه، فتلمس الحرص والاهتمام به من كل الشرائح المسلمة، الصغار والكبار، حتى المريض شافاه الله وعافاه، يحاول جاهدا الصيام إن استطاع، مع وجود عذر شرعي له إن لم يستطع الصيام، ومع ذلك يحاول الصيام، ويقرأ القرآن ويُصلّي التراويح والقيام، والأجمل في هذا الشهر التواصل والاجتماع مع الأهل والأقارب والأحباب، يوميا تكون الدائرة المستديرة وقت الإفطار ملتقى لك ولأهلك على مدار الشهر الكريم، فالمشاغل التي لا تنتهي، وعدم جلوسك حتى مع أهلك طوال العام، يكون هذا الشهر هو شهر اللقاء والتواصل، تتعاظم مسؤوليات العمل، ويكثر الضغط ونعتقد بعدم كفاية الوقت، ومع كل ذلك نشعر ببركة الشهر الكريم في أداء العمل الأمثل وتيسير الضغوط بانسيابية، وكفاية الوقت وبركته في العمل والزيارات، وليس أدل من ذلك ما يُصاحب رمضان من أعمال وزيارات وحرص على الصلاة المفروضة والتراويح وحضور حلقات العلم وقراءة القرآن، ولا نستطيع ذلك إلا في شهر الخيرات والبركات، شهر رمضان المبارك.تقبل الله من الجميع ورفع درجاتنا ودرجاتكم لما يُرضيه عنا، وأعتق رقابنا ورقاب والدينا ووالديكم من النار... آمين.