12 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى متى تنهبون أهل قطر؟

21 يونيو 2011

لم يعد غريباً أن ترى القطريين في كل مناسبة أو موسم ينطلقون إلى الدول المجاورة للتسوق وتبضع احتياجاتهم الصغيرة والكبيرة منها، لقد اعتاد الكثير منهم قطع المسافات الطويلة وتعريض أنفسهم وأسرهم عناء السفر ومغامرة الخطر من أجل اقتصاد هذا الراتب الذي ما ان يأتي حتى يذهب مع الريح هباء في ضجيج التضخم ونهم المستغلين، حتى اضطروا إلى التنازل عن الشراء والاكتفاء بالضروريات، مادامت الحياة مشتعلة والديون تثقل الكواهل والأولويات هي الهم الأكبر، وحالهم لا يختلف عن حال البعض من المقيمين وبالأخص ممن قضوا سنوات طوالا في قطر، الجميع اضطر للتماهي والتعايش مع تبعات الطفرة الاقتصادية، وهم يحملون قلقاً كبيراً وشعوراً مخيفاً من المستقبل. المحزن أن يدرك تجار الدول المجاورة هذا الاحتياج فيبرعوا في رفع الأسعار أيضاً التي وإن كانت أقل في قطر هي مرتفعة في بلدانهم بالنسبة لمواطنيهم والسبب في نظرهم أن (القطري راهي) وجوانبه مكتنزة بالخيرات فالصورة المعروفة أن القطري الأعلى دخلاً في الشرق الأوسط، مسكين هذا القطري! الذي يصارع ويواجه كل هذا من أجل التعايش مع الواقع بأفضل الأحوال، فلا حول ولا قوة، وفي النهاية (العوض ولا الحريمة). في كل مناسبة يخطط المستغلون في قطر برفع الأسعار، ويغالون لحد اللا منطق، وللأسف البعض من القطريين مستعدون للدفع في أقصى الحالات وأحياناً في أقلها، وأنا ألوم هؤلاء وبالأخص المرأة القطرية لأنهم من يساعدون في تهييج لعاب التجار، ويفتحون لهم المجال في استغلالهم، للأسف ليس لديهم مانع في الدفع، فالمهم المظهر العام. كمثال ما حدث في المعرض التجاري الأخير، الذي اعتبره (مهزلة) جديدة تقدمها هيئة السياحة ومن شاركها وبمباركة من وزارة التجارة على طبق فاخر وأنيق كلقمة عملاقة دسمة تقطر دهناً غير صحي، تسد بها حلوق المتعطشين لأسواق حية جديدة تأتي بالجديد، لضيق السوق القطري بسبب الاحتكار الذي أتمنى أن يتغير بعد القرار بكسره. أسعار معرض هذا العام ارتفعت إلى 70% وربما أكثر وهي نسبة مرتفعة جداً نظراً لأسعار العام الماضي، رغم أن البضاعة عادية وقد تكون أرخص بكثير في بلدانهم، والمتفحص قد يستطيع أن يدرك أن أكثر البضاعة الموجودة وبالأخص الملابس والمشغولات من خامات ذات مستوى رديء أو عادي، لا ترقى لأن تكون بهذا المستوى من الغلاء. وفي ذات السياق من الغلاء دعونا الآن ننطلق إلى مشكلة أخرى، ارتفاع أسعار صالات الأفراح، والمحلات التي تنظم وتجهز المناسبات، فالآن بدأ موسم الزيجات، وبدأت معها الفنادق ترفع من أسعار الصالات، حتى وصلت لدى البعض إلى أسعار خرافية، لا يمكن أن يستطيع المقبل على الزواج دفعها خصوصاً في ظل ارتفاع غلاء المهور والمعيشة في قطر، وبالأخص في ندرة وجود صالات الأفراح المستقلة عن الفنادق سواء الخاصة أو المدعومة من الدولة، وهذه مشكلة كبرى، أصبح المواطن بين نار الرغبة في الاستقرار وبين نار جشع التجار، وفي النهاية سيصل إلى نتيجة حتمية، كم كبير من الديون من أجل ليلة واحدة. كيف نواجه هذا الغلاء نحن كجمهور بعد أن فقدنا الأمل في انخفاض الأسعار برغم كل المحاولات، هذا السؤال المهم الذي وقبل أي شيء يحتاج إلى وعي كامل بأننا نلعب دوراً كبيراً في ذلك، فنحن من نحرك السوق، ونحن من ندفع، ونحن من نمول هذا الجشع ونقترض، ونرهق أنفسنا بالديون من أجل أن نحصل على أشياء بإمكاننا لو فكرنا قليلاً لاقتصدنا ووفرنا الكثير، والأهم لاستطعنا ضرب المستغلين في جيوبهم. فالمستهلك عليه أن يترك السلع المرتفعة الثمن حتى تبقى كاسدة في حلوقهم، وأن يحاول الاختيار بين الأقل، لا أن يركض بمجرد أن ينزل الراتب ليقضي عليه مرة واحدة، عليه أن يتعلم أن يكون واعياً باحتياجاته وضرورياته، أن يتعلم سلوكيات الشراء، فاهماً للعبة التي يحيكها له البعض من التجار، أن يضرب عن المحلات والجهات التي ترفع أسعارها، أن يبتعد عن المظاهر، فإذا طبقنا هذه الحلول نستطيع الضغط على المنتجين والموزعين والبائعين، وحصرهم في زوايا تخفيض الأسعار. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. سؤال أخير، هل نحتاج إلى إعادة هيكلة لبعض الهيئات والوزارات ومن يتبعها التي يفترض أن تكون عونا للمواطن والمقيم لا فرعون عليهم، لا أعرف! ما رأيكم أنتم!