منتدى الأمن العالمي.. منصة لتعزيز التعاون المشترك

كلمة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في فاتحة أعمال النسخة السادسة من منتدى الأمن العالمي، الذي يناقش هذا العام جملة من التحديات الحالية التي تواجه الأمن العالمي ضمن سياق «المنافسة الإستراتيجية، والتعقيدات الناتجة عن الاعتماد المتبادل»، جاءت لتقدم خارطة طريق لكيفية مواجهة الازمات التي تعصف بالعالم مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين مختلف القوى في أنحاء العالم، وصولا إلى عودة خطر انتشار الأسلحة النووية، والحروب الجديدة بأسلحتها غير التقليدية، والتي تتجاوز آثارها الكارثية الحدود الوطنية والإقليمية، وكذلك ميادين المعارك إلى الفضاءات الإلكترونية. لقد ظلت دولة قطر نقطة ضوء وسط هذه الصورة القاتمة للوضع الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال ما تبذله من جهود كبيرة وأدوار حيوية للمساهمة في تعزيز السلم والأمن العالميين، سواء عبر ما تقوم به من وساطات حاسمة، وما تلعبه من أدوار في المساهمة في فض النزاعات وتخفيف حدة التوترات وإنعاش الاقتصاد العالمي وإعادة بناء ما دمرته الحروب والأوبئة. إن التعقيدات التي فرضتها الأزمات والصراع بين القوى العظمى وتداعيات ذلك التي امتدت لتهز أسواق الطاقة العالمية، والتأثير الواسع النطاق على الأمن الغذائي، كما حدث بفعل الحرب في أوكرانيا، أو اتساع نطاق الصراعات والتوترات الإقليمية، كما يحدث حاليا بسبب حرب غزة، أو حتى التأثير على سلاسل التوريد العالمية والتجارة الدولية، بفعل التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، كلها باتت تعرض النظام الدولي للخطر، وهو ما يجعل من منتدى الامن العالمي والمنتديات الدولية الاخرى المشابهة، منصات مهمة لادارة حوارات بناءة تعزز من فرص العمل المشترك ومبدأ التعاون والعمل متعدد الأطراف في مواجهة التحديات المشتركة، باعتبارها الطريق الأمثل لتعزيز السلم والأمن العالميين، بما يعود بالخير والازدهار لصالح جميع الشعوب.