17 سبتمبر 2025
تسجيللم نسمع بتلك المسميات سابقا، إلا أننا ندرك أن كل مسكر حرام سواء الخمور بأنواعها والمخدرات بأشكالها، لأنها جميعا تؤدّي إلى فقدان الإنسان لأعز ما يملك وهو العقل وقيمته، الذي يوجهه نحو الطريق الصحيح أو المنحرف بإرادته، ليتحول إلى حيوان شرس يهلوس، يصرخ، يهيج، يضرب، يقتل، ينتحر وغيرها من السلوكيات الحيوانية التي لا يستطيع المتعاطي السيطرة عليها، لذلك استوقفني حديثاً وعبر وسائل التواصل انتشار نوع جديد من أخطر المخدرات «الشبو»، بأسمائه المتعددة (الآيس، الكريستال ميث، والثلج، وجلاس) ووصف بأنه النفق الأخطر في عالم الإدمان، الذي يستهدف الشباب بلونه الوردي على مستوى العالم بأشكال وألوان جاذبة توحي لمن يراها بأنها نوع من الحلويات فيسهل تداولها وانتشارها، وتتمثل بالاستنشاق بالأنف، والحقن، والتدخين والبلع، خاصة بين الشباب والطلبة في المدارس، بالإضافة إلى أضرارها الصحية ورائحتها الكريهة، ولأن مجتمعاتنا أصبحت بوابة مفتوحة للكثير من العناصر البشرية ويدخل فيها الغث والسمين والسيئ وأصحاب السوابق في بلده دون ضوابط بهدف السياحة والاسترزاق، لا نستبعد وجوده وربما انتشاره، لأنها أصبحت هدفا لمروجّي المخدرات والمسكرات بشتى مسمياتها وبأنواعها وأسهل طريقة للتداول والبيع بأثمان باهظة، كم من أناس تم القبض عليهم! وكم من أوكار دوهمت!، وكم من كميات مهربة صودرت،! لذلك حين تتوارد إلينا عبر الوسائل التواصلية مسميات لأنواع المخدرات نشعر بالقلق والخوف من وجودها وانتشارها في مجتمعاتنا، لأن المستهدف منها الشباب من الجنسين دون إدراك ووعي بأنها نوع من المخدرات، كما ليس ببعيد أن تنتشر بين الطلبة في المدارس لوجود العمالة الآسيوية المرافقة والعاملة بمراحلها المختلفة. لقد توقفت عند إحدى الصور لاحد المتعاطين لتلك المادة السامة المخدّرة في إحدى الدول، وكيف قضت على قدرته في ضبط نفسه واتزانه يعيث كالحيوان هائجا متزعزعا في الشارع أمام المارة وغيرها من الصور التي تنفطر من رؤيتها القلوب، وتدعونا للتساؤل، أين المسؤولون والمختصون بالمتابعة والمحاربة والعقاب؟! أين أولياء الأمور من التنبيه والمتابعة؟ أين المراكز التثقيفية، من الوعي وإلزامية الوعي؟ جهود مشتركة تعمل كإطار موحّد وجهود مكثفة لمحاربة هذا المخدر السام وتوابعه من المخدرات التي دخلت مجتمعاتنا الخليجية والعربية بصور مختلفة ومصادر مختلفة وأشكال مختلفة، إنها العولمة ونتائجها التي بثت سمومها وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي في الترويج والتأثير على سلوكيات الشباب خاصة لغير المحصنين دينيّا وأخلاقيًا، والذين تربوا خارج الإطار العائلي نتيجة التفكك والخلافات الأسرية، وانشغال الأبوين في دنيا زائلة بعيدين عن متابعة أبنائهم وتثقيفهم. …. لذلك نحن في خطر هادم للسلوكيات والأخلاقيات الشبابية، وربما ما سيأتي أدهى وأمر، خاصة مع الانفتاح العالمي بوسائل التواصل الإلكتروني، والانشغال الأسري عن الأبناء وتربيتهم وتثقيفهم فكريّا ودينيا، والتمازج مع جميع العناصر البشرية باختلاف سلوكياتها ومعتقداتها وثقافتها، وما دام المستهدفون الشباب باختلاف المراحل العمرية يجب تكثيف المتابعة من الأسرة ومن الدولة ومن مديري المدارس والجامعات، هناك من يدس السم في العسل، وهناك من يهدف إلى زعزعة أمن المجتمع باستهداف شبابه الذين يمثلون العنصر الحيويّ الأول في عملية التنمية، ونحن نثمن الجهود التي يبذلها المسؤولون عن ادارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، ولكن يتطلب ذلك جهودا من الجميع في الإبلاغ عن المتعاطين والمروجين فردا أو جماعة ومصادرهم لمصلحة المجتمع وأمنه وأبنائه، من باب الأمانة المجتمعية والأمن المجتمعي. ويكفينا قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).