18 سبتمبر 2025

تسجيل

الحقيقة الغائبة للـ "بي بي سي"

21 مايو 2015

لغط كبير ثار حول الحرية وفريق البي بي سي وزيارته التي تجاوزت القوانين القطرية، ومحاولات كثيرة من أقلام مغرضة تترصد خطوات قطر الشجاعة في حماية العمالة الوافدة والإعلام وفضاءاته المرئية والمسموعة والمقروءة، حتى فاقت في سنوات قليلة عقودًا لدول إقليمية في حرية الإعلام والصحافة، ما يشهد له البعيد قبل القريب.لقد جاء تحرك الجهات الأمنية في الدولة بناء على بلاغ رسمي من صاحب الموقع الذي اقتحمه مراسل البي بي سي وطاقمه، والذي على إثره تم احتجاز الطاقم، وتم عرضهم على النيابة العامة التي أفرجت عنهم بعد استكمال الإجراءات القانونية، ولو أنهم صبروا حتى يكونوا ضمن الاثني عشر صحفياً لرؤية مساكن العمال، إضافة إلى بعض القرى العمالية الجديدة، لكانوا رأوا مدى ما حققته قطر في مجال رعاية العمالة الوافدة، دون اختراق القوانين والتعدي على ملك الغير، إضافة إلى أن الزيارة كان مرتبا لها في الأسبوع الأول من مايو الجاري، وما حدث أنهم قفزوا على قوانين الدولة، وقاموا منفردين باختراق ملك الغير، ولا حرج أن قامت السلطات بناء على بلاغ من صاحب الموقع بالتحرك والتحفظ على الطاقم، وهذه وظيفة كل دولة في هذا العالم.إن قطر لا تمانع من النقد المبني على حقائق ملموسة، دون ادعاءات لا حقيقة لها إلا في أذهان مدعيها، كما أنها تقف بشدة ضد عدم الالتزام بقوانين الدولة، وهي القوانين نفسها المعمول بها في كل الدول الديمقراطية في العالم الحر.ولعل طاقم البي بي سي راعه أن تحرز قطر كل هذه النجاحات في مجال حماية ورعاية العمالة الوافدة، فقرر القيام بدعاية معاكسة، لعلها تغطي على التقارير الجادة التي تابعت الجهود وقدرتها، وبذلك يظهر جهد طاقمه ويجعل من نفسه محور التقرير، وفي نفس الوقت يسيء إلى جهود قطر ونجاحاتها في مجالات متعددة، منها الإعلام وحرية الصحافة. ورغم ما أقدم عليه المراسل وطاقمه، فقد قدمت الدولة مثالا رائعا لتكذيب كل ما يمكن أن يصدر عنه من إساءة كانت متوقعة، ففور الإفراج عنه وعن طاقمه، ساعدتهم السلطات القطرية للحصول على المعلومات التي تساعدهم في عملهم، ورتبت لهم مقابلة منفصلة مباشرة مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية وجولة في القرية العمالية الحديثة.إن قطر ستظل تدافع وتنافح عن حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام، كما تدافع عن قضايا الشعوب والأمم المظلومة والمضطهدة حول العالم، وتقف بكل ما أوتيت من قوة في وجه الطغاة والبغاة، وتمد اليد الرحيمة لكل المحتاجين والمعوزين حول العالم، والواقع يشهد لها بذلك.