12 سبتمبر 2025

تسجيل

أمهات ولكن

21 مايو 2015

عرض علي أحد الإخوة الأفاضل قصته مع زوجته وابنه الذي أصبح الآن في السادسة من عمره، مبتدئاً قصته بأنني قررت الزواج من أخرى، وبدأ بسرد قصته التي يقول فيها إنه حين قرر الزواج بدأت عائلته كالمعتاد بالبحث عن ابنة الحلال كما يقال، وحين وقع الاختيار على فتاة من الفتيات، وجدت العائلة أنها جميلة ومتعلمة فاختارتها سريعا لتكون زوجة لولدهم، تزوجها ثم سافرا لدولة عربية للعمل هناك، أصرت الزوجة على العمل فوافق ثم رزقا بطفل لم تقبل أن تتفرغ الأم لرعايته فجلبت خادمة أفريقية للعناية به وبالمنزل، مرت ثلاث سنوات والطفل يزداد انطوائية وضعفا في الشخصية، وهزالة في الجسد، وفي إحدى الإجازات أصرت الزوجة على أن تسافر برفقة صديقاتها لإحدى الدول، وطلبت من زوجها أن يصطحب ابنه الذي كان في الثالثة من عمره حينها ويسافر لعائلته من أجل أن يرى جديه وباقي العائلة، وحين وافقها الزوج، بعد مرور أيام قليلة بدأ الطفل يبكي ويطالب بالخادمة، وحين عرض عليه الأب أن يكلم والدته بالهاتف رفض الطفل وأصر بطلب الخادمة وماكان منه إلا أن بدأ يعدد لوالده كيف أن الخادمة هي التي تطعمه وتغسله وتضعه في فراشها لينام بجانبها، وتصحبه إلى روضته، وغير ذلك، أما والدته فهو على حد تعبيره لا يحبها ولا يريدها.في تلك اللحظة قرر الأب أن لايعود هذا الطفل ابداً لأمه المهملة، وأن لايعود هو إليها أبداً، وبدلا من ذلك أبقى طفله في رعاية جديه، وبدأ الطفل مع الأيام بالتعافي وتغيرت شخصيته تماماً، وترك صفاته السيئة، وبدأ يأكل ويلعب مع الأطفال، وأصبح متفوقاً في دراسته.مرت ثلاث سنوات وقرر الأب الزواج من أخرى شارطاً عليها أن تكون أما صالحة قبل أن تتقن أياً من فنون الحياة الأخرى.فيا ترى كم بيننا من نساء مثل تلك الأم القاسية التي تلقي بجميع مسؤولياتها على الخادمة، متناسية أن الله تعالى خصها بهذه المهام، وأن رعاية زوجها وأطفالها هي منحة وهبها الله تعالى لها وجعل لها فيها الأجر الكبير والسعادة الحقيقية، وأن الخادمة هي إنسانة رزقت بها للمساعدة في الأعباء المنزلية الزائدة وليست زوجة ولا أماً.