14 سبتمبر 2025
تسجيلرسمت قطر بصمتها في مختلف دول العالم المتنازعة خاصة في السنوات الأخيرة في ضوء النزاعات الدولية والإقليمية بين بعضها القائمة اليوم، لتثبت أن جدارة الدول العظمى ليس بعدد سكانها ولا سعة مساحتها انما بما تملكه من مقدرات أخلاقية من الحكمة والتسامح والرشد فيما يتعلق بإصلاح ذات البين عن طريق الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن لفض النزاعات التي خلقت شعوبا متنافرة، وعقليات تائهة في بؤرة سياسات متغايرة غير مستقرة، ونسيج اجتماعي ودولي ممزق، حتى في الوطن الواحد، ومواقع الكترونية يشوبها النفاق والكذب والفتن خلال الذباب الالكتروني المسخر لإثارة الفتن بنشر الأكاذيب، وبين الصدق واللاصدق فيما يتداول يعيش الفكر الانساني العربي في حيرة من المتناقضات، بين ما يدور فوق طاولات الاجتماعات والمفاوضات، وما يدور تحتها من متناقضات سياسية تتحكم بها الدول الكبرى لمصلحتها، وما يخطط ويحاك في الغرف المظلمة بعيدة عن أصوات الشعوب، كما هي اسرائيل وحلفائها، وما يدور بينهما من مصالح مشتركة لا تغيب عن وعي الفكر العربي الذي يدرك أهدافهم وخططهم المستقبلية، … اليوم المواطن العربي يعيش في خضم سلسلة من الخلافات الممتدة لا تقف وتيرتها، تتطلب الحزم في اتخاذ قرارات سليمة للمصلحة الشعبية، وليس تصريحات سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع كغثاء السيل، كفى الشعوب تشتتاً وفرقة وفقراً وجهلًا، كفاهم مرضا وخوفا وقلقا، كفاهم التلاعب بعقولهم ومقدراتهم، يؤكد ذلك امتداد المخيمات والملاجئ لمواطني الدول العربية المتنازعة دوليًا وداخليًا بين أنظمتها وأحزابها وفصائلها، من أراضي السودان وفلسطين إلى سوريا واليمن والعراق، اليوم نحن في أتون حرب صهيونية تواكبت مع حلفائها من الدول الغربية والعربية على تدمير غزة وتحويلها الى «قاعًا صفصفًا» بلا ملامح ولا سكان، بهمجية عشوائية من أجل القضاء على حماس، من نصدق؟! من يريد الدمار لغزة واحتلالها، ومن يريد عودتها واستقرارها!، المتناقضات تحوم حولنا والمخططات ترسم ضدنا، وما زلنا في حيرة وخوف من مجهول قادم حول ما نراه في الواقع، الطيارات المسيرة التي انطلقت من ايران لم تحقق الهدف بل لذر الرماد في العيون نصدق، أو لا نصدق، انها كما يقال ضربة بلا ضربة. …. ومع الخلافات الاقليمية والدولية والداخلية برز دور قطر كوسيط محاور ومحايد لتخفيف حدة الخلافات واطفاء نيرانها، والتأني في اتخاذ قرارات لمصلحة الأطراف المتنازعة والشعوب استقرارا وأمنا، لتتبوأ قطر سمعة طيبة على جميع المستويات الدولية، انها القوة السياسية والدبلوماسية الوقائية التي تنتهجها قطر اليوم بين اسرائيل وحركة حماس، لإطلاق سراح الأسرى من الجانين وتأمين وقف اطلاق النار بينهما. كما هي دورها مسبقا في الوساطة بين الفصائل اللبنانية عام 2008 والتوصل لاتفاق الدوحة، التي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 عاما، كما هو النزاع في دارفور بالسودان 2011، ودورها في توقيع اتفاق التسوية بين أمريكا وطالبان، واتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا لتسوية النزاع الحدودي عام 2011 وغيرها، …. ورغم هذه الأدوار الايجابية التي تقو م به دولة قطر، والأمل بحل الأزمة، تبرز أصوات نشاز في كل مكان تنتقد ما تقوم به قطر بالوساطة بين حماس واسرائيل يصل الى حد الهجوم والتهديد وفق أجندات معينة، والهدف التشويه والتشويش على سمعة ومكانة قطر بين دول العالم، «هناك اساءة استخدام للوساطة بين حماس واسرائيل لصالح مصالح سياسية ضيقة»، كما صرح رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي بالدوحة.