12 سبتمبر 2025
تسجيلنواصل في هذا المقال الرابع سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة للعاملين في القطاع التعليمي نُشرت في أواخر عام 2022 عن «نبرة صوت المعلم ومدى تأثيرها على ثقافة الصف»؛ والتي توصلت إلى أن التحولات الطفيفة في نبرة صوت المعلم كالارتفاع الحاد في الصوت أو الوابل المفاجئ من التعليمات المتكررة الناتجة عن الإحباط يمكن أن تكون أول علامة على وجود شيء غريب في الفصل الدراسي، مما يخلّ بالتوازن الهش وقيادة الطلاب إلى الصمت وعدم التجاوب مع المعلم. فقد لاحظ الباحثون أن الطلاب في مرحلة المراهقة وحتى ما قبل مرحلة المراهقة يستمعون إلى التعليمات التي يقدمها المعلمون بنبرة صوتية دافئة أو محايدة أو مسيطرة. ورغم أن التأثير لم يكن مقصودًا، إلا أن النبرة الصوتية السلطوية غالبًا ما كانت تصادمية، مما أدى إلى تقويض شعور الطلاب بالكفاءة وتثبيطهم عن الثقة في المعلمين. من ناحية أخرى، ساهمت النبرات الصوتية الدافئة والداعمة في خلق بيئة مدرسية (داخل الصف)، عززت التعلم عبر أبعاد اجتماعية وأكاديمية متعددة مثل الشعور بالانتماء والاستقلالية والاستمتاع بالفصل. وكما أشارت كريستين نابر، معلمة المدرسة المتوسطة ذات الخبرة، إن الأمر يستغرق سنوات للعثور على التوازن الصحيح في نبرة الصوت والتدريب: «لا التوقعات العالية ولا القلوب الطيبة يمكنها القيام بهذه المهمة بمفردها». وبدلاً من ذلك، يجب على المعلمين أن يسعوا جاهدين للحصول على نبرة صوت دافئة وداعمة ثم الاعتماد على «نبع الثقة هذا لإلزام الطلاب بمعايير عالية من المشاركة العميقة». ومن مراجعتنا الشخصية أيضا للدراسات الأخرى التي أشارت إلى أن نبرة الصوت تعتبر عاملًا أساسيًا يؤثر في تشكيل ثقافة الصف بطرق متعددة. إذ تنعكس هذه التأثيرات أولًا في الشعور بالانتماء، وثانيًا، تؤثر نبرة الصوت على التفاعلات الاجتماعية؛ فقد يؤدي استخدام نبرة حادة أو عدوانية من قبل المعلمين إلى تردد الطلاب في التواصل. وأخيرًا، يمكن أن تؤثر نبرة الصوت على عملية التعلم، حيث قد يجد الطلاب صعوبة في استيعاب المفاهيم إذا كانت النبرة غير واضحة. وتوضح الأمثلة العملية كيفية تأثير نبرة الصوت على ثقافة الصف؛ فمثلًا عند استخدام نبرة صوتية مهذبة ومحترمة داخل الصف، يمكن أن يشعر الطلاب بالراحة في المشاركة والتفاعل بحرية. وعلى الجانب الآخر، في حال استخدام نبرة صوتية مُهينة، قد يتسبب ذلك في شعور الطلاب بالخجل والخوف، والأمر نفسه ينطبق عند استخدام لغة غير واضحة، حيث قد يجد الطلاب صعوبة في فهم المواد ومتابعة الدروس. وبالتالي؛ من المهم أن يكون المعلمون على دراية بتأثير لهجتهم على ثقافة الصف؛ لأنه يمكنهم تحسين هذا التأثير عن طريق استخدام نبرة صوت إيجابية ومتنوعة، تعكس احترامهم وتقديرهم للطلاب، وتسهل فهم المواد، وتشجع على المشاركة الفعالة في الصف.