11 سبتمبر 2025

تسجيل

إضرار الكونغرس بمصالح أمريكا وحلفائها.. العلاقة مع قطر مثالا !!

21 أبريل 2024

دأب الكونغرس الأمريكي في حالات بالإساءة إلى العلاقة مع حلفائهم الموثقين حتى على حساب مصالح أمريكا، ولأهداف انتخابية صرفة وللتكسب السياسي. وخاصة للحلفاء الخليجيين الذين أثبتوا مراراً وتكراراً دورهم البناء. أبرزه وساطات دولة قطر بين الأمريكيين وطالبان بطلب من إدارة أوباما وترامب. وإنقاذ سمعة بايدن بعد انسحابه العسكري المرتبك من أفغانستان في أغسطس 2021 والتوسط بين الأمريكيين وإيران بصفقة تبادل السجناء الصيف الماضي، والتوسط حول برنامج إيران النووي. ووساطة قطر بمشاركة مصر، بين إسرائيل وحماس المقدرة من بايدن. والنجاح بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي وإطلاق سراح 100 محتجز إسرائيلي. وتمسك قطر بوساطتها، رغم تعنت وعرقلة نتنياهو لجميع مبادرات الوساطة التي يدعمها الرئيس بايدن وإدارته. لكن برغم ذلك كله تُشن حملة تهجم وتشكيك وإساءة منسقة من مشرعين في الكونغرس ضد قطر. بانحيازهم الكلي لتعنت الصهاينة وإسرائيل وسكوتهم عن تعنت نتنياهو للشهر السابع في حرب الإبادة. وصل لطلب أعضاء مجلس شيوخ إعادة النظر بتصنيف قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف الناتو! وتوجيه النائب القيادي الديمقراطي ستيني هوير Steny Hoyer رئيس سابق للأغلبية الديمقراطيين في مجلس النواب، تحذيرا والتلويح لإدارة بايدن بإعادة تقييم العلاقة مع قطر!! «إذا فشلت بممارسة الضغط على حماس، فيجب على إدارة بايدن إعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة مع قطر»!! واللافت أن إدارة بايدن وقبلها إدارتا أوباما وترامب هم من طلبوا من قطر منذ عام 2012 فتح قناة تواصل واستضافة قادة حماس والإشراف على تمويل قطر لتكاليف الوقود ودفع رواتب موظفي السلطة في غزة و100$ أمريكي شهرياً للأسر الأكثر فقراً في غزة بكلفة 1.5 مليار دولار منذ عام 2018-وإشراف وتنسيق مع الأمريكيين وطلب ومعرفة نتنياهو!! كما لا يفوّت الرئيس بايدن وإدارته فرصة إلا ويمدح دور ووساطة قطر. وآخرها إشادة وتأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية «لا يوجد بديل لدور دولة قطر في المفاوضات.. لكن الاستمرار في ذلك الدور يعود لقطر»! بعد تلويح الشيخ محمد بن عبدالرحمن بإعادة تقييم وساطة قطر بسبب حملة الانتقادات لوساطة قطر. بينما كان الأجدر بالمسؤولين الأمريكيين ممارسة الضغط والنقد والتلويح بإعادة تقييم العلاقات مع نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفاً (طالب بايدن بتغيير وزراء فيها وطالب شومر أرفع مسؤول يهودي في الكونغرس بإجراء انتخابات وتغيير نتنياهو لأنه ضل الطريق)! لتحديه وإهانته بايدن علناً، برفض قرار مجلس الأمن 2728 بوقف حرب الإبادة!! والاستماع لإلحاح بايدن بعدم اجتياح رفح قبل تأمين النازحين!!‬ لكن أغلبية المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يجرؤون توجيه انتقادات لنتنياهو وحكومته برغم رفضهم العلني لحل الدولتين وهو مطلب الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وتعنتهم وعرقلتهم مبادرات قطر ومصر للتوصل لاتفاق هدنة وادخال المساعدات لمواجهة المجاعة والأمراض المتفشية في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق منذ سبعة أشهر والتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس. وذلك رغم علمهم تأكيد الوفد الإسرائيلي المفاوض، كان ممكن التوصل لاتفاق وصفقة قبل أشهر لولا تعنت نتنياهو! ما يعرض الرئيس بايدن لموقف صعب داخل الجناح التقدمي في حزبه وبين الناشطين وطلبة الجامعات والناخبين العرب والمسلمين الغاضبين. ما قد يهدد فرص إعادة انتخاب بايدن لرئاسة ثانية. دفع اشتداد الحملة المعادية لقطر، رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن للرد. علّق الشيخ محمد بن عبدالرحمن: «رأينا هناك إساءة لاستخدام الوساطة، وإساءة لتوظيف الوساطة من أجل مصالح سياسية ضيقة، وهذا استدعى دولة قطر أن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور، نحن الآن في هذه المرحلة». وتجري قطر «تقييمًا شاملًا للوساطة وكيفية انخراط كلالأطراف» في المفاوضات المتعثرة» وهناك استغلال وإساءة للدور القطري، هذه الإساءة مرفوضة، عندما بدأنا في هذه العملية (مع مصر)، انخرطنا من منطلق إنساني ومن منطلق وطني وقومي لحماية أشقائنا الفلسطينيين، ولكن للأسف نرى هناك مزايدات سياسية كبيرة. أصحاب مصالح ضيقة، يحاولون القيام بحملات انتخابية من خلال الإساءة لدور دولة قطر. وانتقد رئيس الوزراء القطري ازدواجية المواقف في المفاوضات، ما يُفشل الوساطة القطرية: «من غير المقبول أن يقال لنا شيء في الغرف المغلقة، وخارجها يطلقون تصريحات هدّامة. ونحن ملتزمون بدورنا من منطلق إنساني، ولكن هناك حدود لهذا الدور، وحدود للقدرة التي نستطيع أن نسهم فيها في هذه المفاوضات بشكل بناء، ودولة قطر ستتخذ القرار المناسب حيال ذلك». كما أصدرت السفارة القطرية في واشنطن بياناً استغربت فيه تصريحات النائب ستيني هوير بشأن أزمة الأسرى الإسرائيليين، وتهديده «بإعادة تقييم» العلاقات الأمريكية مع قطر. وصفت تعليقات النائب هوير «غير بناءة»، والتأكيد أن دولة قطر وسيط فقط، لا تتحكم في حركة حماس أو إسرائيل. وحماس وإسرائيل هما المسؤولان عن التوصل إلى اتفاق. والنائب هوير ليس وحده من يشعر بالإحباط. لكن إلقاء اللوم على الوسيط وتهديده ليس أمراً بناءً..» وذكر البيان بأن قطر من أبرز الحلفاء وعضو رئيسي من خارج حلف شمال الناتو. وتستضيف حاليا 10 آلاف جندي أمريكي وأضخم حضور عسكري أمريكي في الشرق الأوسط. كما ذكر بيان السفارة القطرية في واشنطن: «أن الولايات المتحدة طلبت منا عام 2012 أن نلعب هذا الدور، لأن إسرائيل وحماس، للأسف ترفضان التحدث مع بعضهما البعض بشكل مباشر. وبرغم النكسات حققت وساطتنا نتائج. بوقف إطلاق النار بعد الأزمات العنيفة في عامي 2019 و2021. والإفراج عن 100 رهينة في الأزمة الحالية». تبقى قطر جزءا أساسيا من الحل وليس المشكلة! الواضح تكمن المشكلة في نتنياهو وحكومته وفي رفضهم فضحه وانتقاده بل بتمويل حربه! وهكذا يسيئون لحلفائهم الموثقين، ويدعمون حليفهم الذي يضر بمصالحهم!!