كل عام والأمة الإسلامية بخير

حل عيد الفطر المبارك هذا العام والشعوب العربية والاسلامية لا تزال تواجه الكثير من التحديات على كل الأصعدة، حيث تستمر معاناة الكثير من هذه الشعوب جراء تداعيات الأزمات والنزاعات المتطاولة في اليمن وليبيا وسوريا، وأخرى جراء الكوارث الطبيعية مثل الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف وفاقم معاناة النازحين السوريين. يأتي العيد هذه المرة، والأراضي الفلسطينية تشهد تصعيدا غير مسبوق، في ظل حكومة يمينية هي الأشد تطرفا، من العدوان على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين والمعتكفين، وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية، الى الاقتحامات العسكرية اليومية على المدن والقرى في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وما يرافقها من عمليات قتل وإعدامات واعتقالات، فضلا عن الغارات الجوية على قطاع غزة وتجاوز كل الخطوط الحمراء في نهب الارض وتشريد السكان والتوسع في سياسة الاستيطان وغيرها من الانتهاكات. الجديد في هذا العيد، هو انضمام الشعب السوداني الى قائمة الشعوب العربية والاسلامية، حيث تتفاقم معاناة السودانيين مع مقتل المئات جراء الحرب التي اندلعت في العاصمة الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد دخول الجانبين المتقاتلين في حرب شوارع ضارية أدت الى تعميق معاناة السكان المحاصرين في ظل عدم التجاوب مع المناشدات العديدة الاقليمية والدولية للالتزام بهدنة العيد رغم اعلان الطرفين الموافقة عليها. إن جميع الأطراف السودانية مطالبة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، والتجاوب مع النداءات المخلصة للوقف الفوري والسريع لإطلاق النار، خصوصا في هذه الايام التي يحتفل فيها المسلمون في كل بقاع العالم بعيد الفطر المبارك اعاده الله على كل الامة الاسلامية بالسلام والخير واليمن والبركات.