عيد تنقصه فرحة الأشقاء

يحتفل العالم الإسلامي اليوم بعيد الفطر المبارك، هذه المناسبة التي تدخل الفرحة على قلوب المسلمين أينما كانوا بعد شهر من الصوم والعبادة واستذكار شعائر وقيم ديننا الحنيف، العيد فرحة ومحبة وسلام، هكذا نعرفه ونعيشه في أرجاء العالم الإسلامي، ولكن هذه الفرحة تبقى منقوصة، للأسف، في عدد من الدول العربية التي يستمر فيها الاقتتال والصراع وإراقة الدماء، حيث يقتنص الناس في الدول الواقعة تحت جور الحروب الفرح والاحتفال بعيد الفطر، إلا أن الأزمات تطل برأسها لتذكرهم بمأساتهم وبغياب أحد أفراد عائلتهم وتدهور وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، تعاني الأسر في السودان وسوريا واليمن وفلسطين وغيرها من بقاع العالم من معاناة متواصلة وحرب لا تتوقف ووجع لا يكف في ظل تواصل آلة الحرب في حصد الأرواح وقتل الأفراح. تبدو الأوضاع في السودان غير مطمئنة حيث يستمر الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين الأبرياء، في هذا العيد يعاني الأشقاء في السودان من الخوف والقلق وألم الفقد ويحرمون دون ذنب من فرحة العيد، الحال نفسه يعيشه اليمن الذي مازال قابعا تحت وطأة الحرب والفقر المدقع والمستقبل المظلم. كما يواجه الشعب السوري اليوم أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث ولا يملك أبسط مقومات الحياة، الآلاف منهم في مخيمات اللجوء والآخرون في السجون ولا يخلو بيت من فقد وألم. أما الشعب الفلسطيني فمازال ينتظر أن يعيش فرحة العيد بالاستقلال وإنهاء الاحتلال والصلاة في المسجد الأقصى دون تضييق واعتداءات. نتمنى أن يأتي عيد وتكون كل البيوت العربية المسلمة بخير وتعيش فرحة العيد مكتملة وأن تتوقف رصاصة الحرب عن اغتيال الفرحة من عالمنا.