17 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفلت سلسلة محلات الإلكترونيات الألمانية الشهيرة (Saturn) في العام (2012) بافتتاح فرعها رقم (150) في ألمانيا ! واحتفالا بهذا الإنجاز العظيم عملت الشركة مسابقة كبيرة جدا لجمهور صفحتها على الفيسبوك، الفائز بالمسابقة سيسمحون له بدخول المحل لمدة (150) ثانية يأخذ فيها (كل) الذي يرغب فيه مجاناً يدخل المحل يأخذ كل ما يريد ويخرج به دون أن يدفع شيئاً. الذي فاز بالجائزة شاب عنده (27) سنة اسمه (سباستيان) دخل المحل وسط احتفال كبير وتغطية إعلامية رهيبة، وبدأ العداد التنازلي للـ(150) ثانية فقط أي 2.5 دقيقة، العجيب أن (سباستيان) دخل بمنتهى السرعة والنظام والتركيز، وكأنه يعرف بدقة ما يريد، وأخذ يخرج شاشات كبيرة ويسحبها للخارج، موبايلات وتابلتس ولاب توبات وأجهزة من كل الأشكال والألوان ومن أفخم الماركات وأغلى الأسعار، الناس كلها كانت مستغربة من أدائه واختياراته لدرجة أنه عرف أيضاً كيف يسحب "ثلاجة" كبيرة ويخرجها. وبالفعل انتهت الـ (150) ثانية وخرج (سباستيان) وسط تهليل كبير من الجمهور وارتمى على الأرض من شدة الحماس والتعب، قاموا بحساب قيمة الحاجات التي أخذها في الـ(150) ثانية فقط فوجدوا أنها تساوي (29) ألف يورو، تخيلوا !! نجحت إستراتيجتي أول كلمة قالها (سباستيان) بعدما خرج: " نجحت إستراتيجيتي"، وحين أجروا معه لقاء صحفيا بعدها قال إنه من أول ما سمع عن المسابقة وهو يذهب للمحل كل يوم يخطط ويحفظ أماكن الحاجات الغالية التي يريد أن يأخذها، ويرتب مساره وأولوياته وطريقه داخل المحل الكبير حتى يخرج بأكبر قدر من المكاسب خلال هذه الـ(150) ثانية، وبالتالي أول ما وقع عليه الاختيار.. كان جاهزاً وكانت أول كلمة له بعد الانتصار " نجحت إستراتيجيتي" انتهت قصة صاحبنا (سباستيان)، ويبقى السؤال: ألسنا أولى من (سباستيان) في التخطيط لاختيار ما لذ وطاب لنا من شهر رمضان الكريم الذي جعله لنا راحة سنوية وكنوزا ننهل منها جوائزنا التي اعطانا اياها الخالق وبينها لنا في كتابه الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.، لا أتخيل عاقلا يعرف قدر العطايا والرحمات والبركات والمنح الربانية في رمضان ثم لا يخطط لها التخطيط المناسب لاكتنازها. جوائز رمضان لا تحصى ولا تعد كيف تكون مدركاً أن لله عتقاء من النار كل ليلة ثم لا تخطط أن تكون واحداً منهم ؟ كيف تكون متأكداً أن لك دعوة مستجابة كل يوم وهي دعوة الصائم حين يُفطر، وفي رواية للصائم "حتى" يفطر، يعني طوال فترة صيامك دعاؤك مُستجاب كيف تتيقن من هذا الشيء ثم لا تحضر باهتمام شديد "قائمة" دعواتك ؟؟ كان السلف يدّخرون الدعوات والحاجات العِظام لرمضان، ولنا فيهم أسوة حسنة.. هل جهزتم قائمة دعواتكم ؟؟ رمضان سوق كبير مليء بالعروض العظيمة والعطايا للذي يريد ان يغرف ويأخذ، سوق تجد فيه كل ما تريد... وعندما يخرج المجتهد منه لا بد ان يخرج بشيء عظيم... فالذي يخرج منه بإجابة دعاء، والذي يخرج منه بعتق من النيران، والذي يخرج منه بغفران للذنوب، والذي يحجز فيه مكانه في الجنة وهو لازال على الأرض، وفيه أيضا من يخرج منه مفلسا وخاسرا وللأسف الشديد، جهز قائمة لكل ما تتمناه في دنياك وآخرتك واغتنم لحظات الأنس الجميلة قبيل المغرب في القيام... في سجداتك... عند سماع المؤذن.... بين الأذان والإقامة... بعد الصلوات المكتوبة...في الثلث الأخير من الليل وتكلم معه....! نعم تكلم مع الله... أحك له واشك له وسله ما تريد. كسرة أخيرة: سمعت عن أناس كثر كانت عندهم مشاكل تعجز عقول البشر عن حلها من كثرة التعقيد، كان لها الحل بدعاء رمضان، هل عرفت الآن معنى: "خاب وخسر من أدرك رمضان ثم لم يُغفر له"، وهل عرفت لماذا ينادي المنادي في رمضان: "يا باغي الخير أقبل" اللهم بارك لنا في رمضان، واجعلنا من عتقائك فيه يارب العالمين، اللهم أمطر علينا من رحماتك وبركاتك ومغفرتك وسعة رزقك يا كريم، وبلغنا ليلة القدر واكتب لنا أجرها كاملا يا جواد يا كريم واجعل بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد العالمين..... وارفع عنا البلاء والوباء الذي منعنا من ممارسة عاداتنا في هذا الشهر الكريم من صلاة التراويح في جماعة وإفطاراتنا الجماعية، ولكنه منحنا الوقت للتعبد وانتهاز الفرص لنخرج فائزين من هذا الشهر الكريم بالدعاء لنا ولأسرنا وأرحامنا وبلاد المسلمين، ندعو الله أن ينشر في بلادنا السلام والمحبة والأمان وسعة الرزق والبركة فيه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]