23 سبتمبر 2025
تسجيلأثارت التطورات الأخيرة في جمهورية تشاد، ومقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إثر إصابته في اشتباكات مسلحة بين الجيش التشادي ومسلحين شمالي البلاد، الكثير من القلق حول الاستقرار في منطقة ملتهبة تشهد الكثير من النزاعات، سواء كانت المعارك الدائرة ضد الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا مع جماعات بوكو حرام والقاعدة وداعش، أو انتشار الجماعات المسلحة جراء تداعيات الأزمة في ليبيا شمالاً، أو دارفور السودانية المتاخمة لتشاد شرقاً، أو الأوضاع المضطربة في أفريقيا الوسطى جنوباً. ورغم إعلان الجيش التشادي عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون البلاد بقيادة نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد كاكا الذي سيتولى منصب الرئاسة بالوكالة لمدة 18 شهراً، وإعلان حل البرلمان والحكومة، وفرض منع التجوال وإغلاق جميع المنافد البرية والجوية، فإن الصراع على السلطة مع المسلحين، والتعقيدات الداخلية والخارجية، تعززان من احتمالات الدخول في حالة من عدم اليقين في تشاد. إن حساسية تلك المنطقة الممتدة من دارفور شرقاً مروراً بتشاد وحتى الأطلسي غرباً، ومن ليبيا شمالاً وحتى أفريقيا الوسطى جنوباً، وهي منطقة موبوءة بالنزاعات والحروب وتفشي السلاح، مع انتشار بعض الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة بوكو حرام النيجيرية، تجعل من أي اضطراب في عملية انتقال السلطة في تشاد، مدخلاً للمزيد من التعقيدات الأمنية والانفلات الذي ينذر بكارثة يصعب مواجهتها. لقد أكدت قطر التي أعربت عن قلقها البالغ للتطورات الأخيرة في تشاد ومقتل الرئيس ديبي، عن دعمها لما يلبي تطلعات الشعب التشادي في الأمن والعيش الكريم، ويحفظ استقرار المنطقة، مؤكدة في الوقت نفسه موقفها الثابت من رفض العنف مهما كانت الدوافع والأسباب.