18 سبتمبر 2025
تسجيلنستقبلُ رمضانَ المباركَ بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمانِ والفرحِ، كعادة أمتنا الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، والفرقُ الوحيدُ، هذه السنةَ، هو في شعورنا بأنه نصيرٌ ذو هيبةٍ وبأسٍ، أرسله الله تعالى ليكونَ عوناً لنا في مواجهة جائحة كورونا. فمليارٌ وسبعمائةُ مليون مسلمٍ ينتظرونه وقد أعدوا له قلوبهم الضارعة إلى الله برفع الابتلاء عن المسلمين، والبلاءِ عن العالم أجمع. ولأننا بين يدي الشهر الكريم، فلابد لنا من مناقشة ارتباط كورونا بانهيار بعض الظاهرات الفيروسية العربية البائسة التي يعلم الجميع أن منبعها قيادة أبو ظبي التي تحارب الإسلامَ والعروبةَ، وتستهدف الشعوبَ والأوطانَ بضراوةٍ وشراسةٍ لم يتميز بهما أعتى أعداء الأمة طوال تاريخها، كالصليبيين والصهاينة. ❶ فيروس العنصرية: المساواة في الإسلام ليست مجرد مبدأ، وإنما هي ركيزة من ركائز العقيدة. وقبل أيامٍ، خرجَ أحد أبواق أبو ظبي، المدعو طارق المحياس فأساء بعنصريةٍ لأشقائنا المصريين ولسواهم من الشرفاء العاملين في الإمارات. ولم يكن ما قاله مجرد زلة لسانٍ، وإنما عَبَّرَ عن حالةِ الكِبْرِ التي تتميز بها قيادة أبوظبي ويلتزم بها قطيع إعلامييها، وهي حالةٌ لا تكون إلا في التعامل مع العرب والمسلمين، أما مع الصهاينة فإنها تتحول لحالة استرضاءٍ وخنوعٍ. والدليل على ما ذكرناه هو أن يوسف علاونة من رؤوس القطيع الإعلامي في الإمارة، وهو شخصٌ ضحلُ التفكير، سليطُ اللسان، لا حظَّ له من الأخلاق. فحين يخرج ليشتمَ الفلسطينيين والعراقيين واليمنيين والليبيين والقطريين وكلَّ مَنْ تنظر إليهم أبوظبي كأعداءٍ لها، فإنه ينطق باسم قيادتها، ويثبت للجميع أن عنصريتها أصبحت فيروساً ينخر في كيانها السياسي الخالي من الإنسانية والإسلام والعروبة، وسيكون له دورٌ في تفعيل عوامل الانهيار الذاتي، الاقتصادية والاجتماعية، التي ستنتج عن جائحة كورونا خلال السنوات القلائل المقبلة. ❷ فيروس أوهام القوة: إذا نظرنا إلى انتصارات الحكومة الشرعية في ليبيا على ميليشيات المرتزقة الذين يقودهم العميل المرتزق: خليفة حفتر، فإننا نقرأها من زاوية هي بداية موت فيروس الوهم الظبياني في قيادة العالم العربي. فأبوظبي لا تريد أن تفهم أن حجمها الاقتصادي والعسكري والحضاري لا يسمح لها إلا بأن تكون قوةً صغيرةً داخل حدودها، ولذلك، نراها تندفع بحماقةٍ للقيام بدور القوة العظمى ليس في الخليج فقط، وإنما على امتداد العالمين العربي والإسلامي. فإذا كانت القوى العظمى الكبرى عبر التاريخ، بما تمتلكه من جيوش وأموال وروح حضارية، قد هُزِمَتْ وانهارت نتيجةً لتمدُّدها العسكري، فإن الصفعة التي تلقتها الإمارة في ليبيا ستكون إيذاناً بانكماشٍ متسارعٍ سيجد صداه في اليمن وسوريا ضد مشروعاتها التقسيمية، وسيدفعها للرجوع إلى قوقعتها المحلية لتتسلى بتاريخها الممتد لمائة وخمسين ألف عام، وبوجود حفيدة عنترة بن شداد عندها، وبباقي الأضاليل المضحكة التي يضجُّ بها إعلامها. ❸ فيروس العودة للجاهلية: وهو أشد الفيروسات الظبيانية حقداً على كلِّ ما يَمِتُّ للإسلام بِصِلَةٍ، والذي زرعته في نفوس القيادة السعودية الجديدة. وذلك لأنه يقتل القيمَ والأخلاقَ والعدالةَ في الداخل، ويُدمر القوة الناعمة للمملكة في الخارج. وقد استطاع الفيروس إفراز سموم الملكية المطلقة القائمة على القوة والبطش، حتى فقدت السعودية وزنها المعنوي عربياً وإسلامياً ودولياً، بعدما دفعتها الحُمَّى الناتجة عنه إلى التخلي عن ثوابت الأمة في أن أرض الحجاز مقدسةٌ، فاستهانت بقُدسيتها وحرماتها، وسط صمت كثير من الذين كان المسلمون يرون فيهم الصلاح والتقوى من علماء الدين في السعودية. ولأن جائحة كورونا -من وجهة نظري- إنذار إلهيٌّ، فإن فيروس العودة للجاهلية بدأ يموت رويداً رويداً، ولم يعد ممكناً له الحياة بعدما قضى كورونا على معظم النزعات الجاهلية في النفوس. وبالطبع، فإن موته سيكون مصيبةً كبرى لأبوظبي التي ستتقزم أحلامها لتقف عند حدود إمارتها، وهي النطاق الوحيد الذي يمكن لأوهامها أن تعيش فيه. كلمة أخيرة: جائحة كورونا هي إنذار للطغاة بانهيار هياكل ظلمهم واستبدادهم، ورفع بلائهم عن الشعوب المؤمنة. كاتب وإعلامي قطري [email protected]