22 سبتمبر 2025

تسجيل

الصفقة المشبوهة والتوازن الوهمي

21 أبريل 2019

عبثا، تحاول الأطراف الإسرائيلية الأمريكية الترويج لما سمته بصفقة القرن، معتبرة انها الخطة المثالية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. غير أن أهم طرف معني بالصراع وهو الشعب الفلسطيني يرفض الصفقة التي تتضمن تنازلات غير مسبوقة تضاف إلى خسائر العرب التي لا تأهبه بها الإدارة الأمريكية ونعني بها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان العربية لتضيف خطة صفقة القرن خسائر ترفضها الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني. كان على واضع الخطة الجديدة أن يراعي أن أي صفقة لا تتضمن حل الدولتين لن يكتب لها النجاح مهما كانت المغريات أو التهديدات أو الدعايات المضللة التي تصاحب الإعلان عن الصفقة وتروج لها. إن رفض الشارع العربي والإسلامي للصفقة المقترحة من شأنه ان يلقي بظلاله على العلاقات العربية الأمريكية وعلاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي بشكل عام الذي يعتبر القدس قضيته الأولى والتي يرفض التنازل عنها وهذا ما أغفله واضع الخطة الذي رأى انها من مصلحة أمريكا، بيد أن الرفض المتوقع للخطة سيؤثر بلا شك على مصالح أمريكا في المنطقة بانحيازها المطلق للكيان الإسرائيلي المحتل الذي يرفضه الفلسطينيون. على أن ادعاء واضع الصفقة بانها خطة سلام ادعاء غير صحيح فهي لم تأت على ذكر القدس التي ستبقى عاصمة فلسطين ويرفض الشعب الفلسطيني منحه أي قطعة أرض أخرى خارج القدس تطلق عليها إسرائيل مجازا القدس لتكون ورقة في المفاوضات بشأن القدس الشرقية، ولا المستوطنات التي لن يمنحها التوسع في إقامتها اي شرعية ولا اللاجئين الذين اوقفت أمريكا دعمهم عبر وكالة الأونروا ولا قضايا الحدود والدولة التي لا تنازل عن إقامتها على حدود 67. والقول إن الخطة تتطلب تنازلات من الجانبين هي ذر للرماد في العيون، فأي تنازلات يمكن ان يقدم عليها الفلسطينيون بعد ان تآكلت دولتهم واستفحل خطر المستوطنات التي تنمو كسرطان لم يبق للشعب ما يمكن ان يصلح او يطلق عليه دولة ؟ إن ذلك لا يعدو ان يكون توازنا وهميا يدعيه واضع الخطة ولا ينطلي على الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية والإسلامية المعنية بعودة دولة فلسطين كحق ثابت لن يموت.