16 سبتمبر 2025
تسجيلهي ساعات.. تلك التي يجتمع بعضها ببعض مكونة (جسراً من الأيام) يفصلنا عن الموعد الذي يترقبه كل من يعنيه المسرح، وهو ذاك الذي وقفت على ظهره الكثير من الأحلام، التي ستشق طريقها نحو الواقع وستُدرَك يوم الخميس المقبل، حيث ستنطلق فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي لهذا العام الجاري، والذي بدأ الاستعداد له لحظة إعلان فوز من قد فاز في حفل ختام ذات المهرجان، العام الماضي، وهي تلك اللحظة التي أعتبرها نهاية لبداية جديدة سنشهدها خلال أيام فقط، تم التحضير لها جيداً من قِبَل كل من سيُشارك في هذا المهرجان وبأي شكل من تلك الأشكال التي ستعتلي الخشبة؛ لتُبهر الجمهور المتلقي، بأعمال فنية تحمل في جعبتها الجديد والمفيد، وهو ما قد اعتدت على متابعته (متابعة صحفية) في السابق؛ من أجل تغطية الحدث، أما الآن فلقد اختلف الوضع، إذ صرت في الجانب الآخر حيث الحدث نفسه، الذي سأشارك فيه بنصي المسرحي الأول (إلى أين ذهبت لمار؟)، وبصراحة.. فإن الروعة التي تطل من هذا الوضع بحجم الخوف الذي يصاحبها، خاصة أنه ذاك الخوف الذي تحمله المسؤولية على ظهرها، التي كلما عَظُمت، زاد خوفنا عليها وعلينا.. إن كل من يتابع الحركة المسرحية يدرك أن موعد المهرجان قد تأخر؛ لأسباب مختلفة عادت على الجميع بشيء من الفائدة، ويدرك أيضاً أن ذاك التأخير يعني امتداد فترة التحضير، الذي يجدر به أن يتجاوز الجيد والمقبول؛ ليبلغ مرحلة أقوى وأعظم، والحق أن المنافسة في أوجِها، وكل من قد وظف قدراته وطاقاته قد وعد بتقديم الأفضل، الذي سيُقدَّم للجمهور المتلقي، فهو والحديث عن هذا الأخير الطرف الثالث من مثلث (المسرح)، الذي ـ كي يبدو متكاملاً ـ هو بأمس الحاجة إلى وجوده؛ لذا لا يمكننا إغفال أهميته ودوره الكبير في التأثير على خط سير المهرجان، ولا يمكنه ـ هو أيضاً ـ التملص من أعباء ذاك الدور، الذي يبدأ بالمتابعة الحقيقية وينتهي عندها أيضاً، وهو ما يصل بنا إلى نقطة مهمة، وهي: أن حاجة المتلقي من الحصول على أفضل المخرجات، تعادل حاجتنا من وجوده الحقيقي، ودعمه القوي في المهرجان وخلال أيامه، التي ستختتم فعالياتها بإعلان النتائج في نهاية الأسبوع المقبل، وعليه فهي دعوة صريحة للجميع إلى ضرورة التكاتف؛ كي نخرج بما نريده كما نريد.. من هذا المهرجان.وماذا بعد؟على الرغم من خضوعي لرحلة الانتظار، التي كانت تفصلني عن المهرجان ولفترة طويلة، إلا أني أشعر أن ما قد تبقى من سويعات، يبدو لي أطول بكثير، ويحتاج لصبر لابد أن يكون.. تطل منه أصدق الأمنيات بنجاح وفوز الأفضل، ممن يستحق فعلاً، وهو ذاك الذي كرس كامل وقته، واستثمر طاقاته وجهوده في سبيل التقدم بعمل يُعبر عن فكره، ويترجم رغبته بالعطاء؛ ليخوض المهرجان بعمل يقدم الفرجة، المتعة، الفائدة، وكل ما يمكنه إضفاء قيمة حقيقية للمسرح القطري.. لم تكن الأيام الماضية هينة البتة، فلقد شهدت تدريبات جرت على قدم وساق متجهة نحوه الفوز، الذي لا رغبة للباحث عنه بسواه، والفوز الذي أتحدث عنه، هو ذاك الذي سيُدرك بإشباع رغبة المتلقي وحاجته من الإبداع المسرحي، الذي سيعتلي الخشبة؛ كي يلخص فصول الحياة ضمن بعض المشاهد، التي ستسلط الضوء على جوانب غائبة عن ذهنه، وسيكتشفها ساعة العرض؛ ليستعيد وعيه ويعود بنفسه إلى جادة الصواب، والحق أنه ما يلخص المغزى الحقيقي من تقديم أي عمل مسرحي له القدرة على التوجيه، التعديل، التغيير، ومن ثم الإصلاح.وأخيراً:الشرف هو الدم الذي يجري في عروق المنافسة الشريفة، والعطاء الحقيقي هو المُحرك الأساسي لتلك المنافسة، والإبداع نتيجة حتمية لكل ما سبق، وعليه فليكن منا ما يستحق أن يكون، ولنتذكر أن البقاء للأفضل، وحتى ندرك تفاصيل تلك المنافسة، أسأل الله لي ولكم كل التوفيق.