10 سبتمبر 2025

تسجيل

فن المحادثة

21 مارس 2023

الانطباع الأول مصيري، غالباً هو ما سيحدد طبيعة علاقتك مع الشخص أو المجموعة التي تقابلها. والانطباع الأول مُكون من مزيج المظهر والمحادثة ولغة الجسد وتعابير الوجه واليدين.. وأهم عنصر بينها هو المحادثة.. طريقة حديثك مع الشخص أو المجموعة. والمحادثة مهمة سواء أكانت مع شخص تقابله للمرة الأولى أو كنت مع مجموعة من أصدقائك أو وسط مؤتمر أو مع زملائك في الجامعة أو مع أحد أقرباء أصدقائك. للمحادثة فن، عند إتقانه تسهل الحياة، وتُفتح الأبواب للمرء، فالدنيا علاقات، وكلما زادت علاقات المرء الاجتماعية تيسر وضعه. في كتاب ١٢ قاعدة للحياة، يتكلم جوردان بي. بيترسون عن المحادثة، وكيف أنها تكون ناجحة عندما تكون غير مملة، فلا أحد يرغب في التحدث أو الاستماع إلى شخص ممل، والمحادثة المؤثرة هي التي تكون إما ممتعة أو حقيقية، المحادثة الممتعة هي التي تجعل الشخص الذي تحادثه يضحك أو يبتسم على وقع قصصك وأحاديثك أو نكتك، أما المحادثة الحقيقية، فهي التي تسرد وقائع أو أحداثا أو أحاديث أو قصصا أو معلومات حقيقية تحصّلت عليها من مصدر موثوق، وتكون المحادثة حقيقية أيضاً عندما تكون عميقة المعنى.. بمعنى أنها قد تحتوي على بعض الفلسفة أو التفكر أو التأمل أو التعبير عما يختلج في النفس أو الروح. إذاً، لتتقن فن المحادثة، يجب أن يكون حديثك ممتعا أو حقيقيا أو كليهما معاً. ولكنك يجب أيضاً أن تكون مستمعا جيدا لمن أمامك وحولك، يجب أن تعطي غيرك مساحة في المحادثة للحديث، أو كما قال ديل كارنيجي: «لتكون متقناً لفن المحادثة، يجب أن تكون مستمعا جيدا. ولتكون مثيراً للاهتمام يجب أن تكون مهتماً بمن هو أمامك». المتحدثون البارعون يضيئون الغرفة.. يجمعون الناس حولهم، ويسلبون تركيزهم دون أن ينتبهوا، من منا لا يرغب في أن يكون ذاك المتحدث الذي يتجمهر الناس حوله ليسمعوا ما يقوله؟، هذه ميزة لا يملكها الكثير، ومن أهم الأشخاص الذين يمتلكون هذه الموهبة هو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المتحدث البارع مع الناس، سواء أكان ذلك من على منبر أو وجهاً لوجه معهم، موهبة أوباما ليست عصية على أحد.. هي لا تستلزم سوى التدريب على فن المحادثة وتمرس لغة الجسد وتعابير الوجه واليدين.. ابدأ بالأولى وستلحق بك الأخرى.