10 سبتمبر 2025
تسجيلمن أعلى درجات المشاعر الإنسانية هي تلك الكلمة الطيبة التي ينطق بها لسانك، واللسان يبقى مُخيراً ومنقاداً من صاحبه فإما الكلمة المُنطلقة هي سبيل للبهجة أو سبيل للتعاسة. قال الله تعالى في رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، فهي في الدعوه والتعامل مع الناس في جميع شؤونهم، وهذا في شأن الكلمة الطيبة والأخلاق الحميدة وفي رُقي التعامل.أبهجوا الناس من حولكم، ولا تكونوا مصدرا لنشر التعاسة ونشر السلبية وغلق أبواب الفرح! عندما ترى شخصاً قد اشترى مركبة، ساعة، منزلا، بادر بالتبريك والمدح وتمنى الخير، فعجباً لأولئك الذين عند رؤيتهم لسعادة المُشتري لما اشترى ويتحدث معهم مبتهجاً فيما امتلك لتجد من هؤلاء طمسا لتلك البهجة بعبارات محبطة (ليش شريت سيارة بهذا اللون مالها سوق)، (البيت غالي ليش ما كلمتني قبل الشراء)، (الساعة مب حلو موديلها) وجمل مثل هذه تتكرر كثيراً من بعض الفئات وكأنهم وجدوا لقتل الفرح! ينهي دراسته الجامعية في تخصص مُعين فإذا بهذا السلبي يحبطه ويبلغه بأن هذا التخصص لا يخدم السوق حالياً، وإن بحث عن وظيفة وتمت مقابلة عمل بادره ذلك بأن هذه شكليات ولن يتصل بك أحد، وإن عمل الشخص في جهة معينة ذُكر له أن هذه الجهة سيئة ومستقبله بها مغلق! هؤلاء في غالب أمرهم لا يرون الأفضلية إلا في أنفسهم في الوظيفة، في الشراء، في جميع أمور الحياة! والبعض منهم قد يكون جاهلاً والغالب عليهم أنهم أصحاب مرض نفسي يُسمى بالإنسان السلبي ذي الطاقة السلبية، شخص لا يجعل ولا يُرسل للأشخاص إلا التعاسة! وهُناك الفئة الأُخرى منهم وشأنهم مُختلف وعلاجهم فيه صعُوبة والأفضل عند اكتشاف هذه الخصلة فيهم الابتعاد عنهم، وهؤلاء هم من يحملون الحسد والغيره في نفوسهم للغير ولا يتمنون الخير إلا لأنفسهم. كونوا للناس مصدر إلهام وفرح، حتى في أحزانهم، كونوا مصدراً لهم في مواساة وإيجابية حتى في تلك المنزلة، عندما يأتي شخص ترتسم على وجنتيه رسوم الفرح من شراء منزل، الحصول على وظيفة أو أية أمور أخرى، بارك له وتمنى له الخير والتوفيق فيما ملك وامدح من باب المجاملة وإن لم يعجبك ما امتلكه وكُن مصدراً للكلمة الإيجابية والطاقة الإيجابية، ضع رأيك فيما قبل الشراء والتملك إذا استُشِرت ولكن لا تضع رأيك إن كان مضاداً عندما يكون التملك قد تم.ولا تغادر مكاناً كُنت جالسا فيه إلا وقد زرعت فيه نبتة فرح لمن حولك، ولا تترك أثراً من التعاسة لمن جالستهم وغادرت، ففي جبر الخواطر أجرٌ وكيف لا وقد تعاملت بتعامل الدين وبتوصية الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في التعامل مع الناس بأخلاق الإسلام وأن تضع نصب عينك أن الكلمة الطيبة صدقة. أخيراً لا تكن سبباً في قتل ابتسامة، وكن عوناً لأخيك في نشر الابتهاج.