12 ديسمبر 2025

تسجيل

عامٌ مُر.. مَر

21 مارس 2021

ذُعر.. توجس.. خوف من الآخرين.. حجر بالمنزل.. خَلت الطرقات وأغلقت المطاعم والمحلات، وتحول العمل إلى عمل عبر الانترنت ودراسة عن بُعد. تَسمرنا أمام التلفزيون لمتابعة آخر التقارير الإخبارية، وزاد عدد متابعي منظمة الصحة العالمية ومواقع الصحة. وانتظر الناس بخوف الإعلان عن أعداد المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19، توقفت الحفلات والاعراس، وأغلقت أبواب المجالس والمساجد، وتوقفت حركة الطيران، وسيطر الشلل على الخدمات وطغت مشاعر الخوف على الإنسانية، واصبح الكل لا يفكر إلا في نفسه وكيف يقي نفسه من هذا الفيروس اللعين. وبسرعة البرق دخل كل مُدن العالم وبدأ بحصاد أرواح كبار السن والمرضى وغزا أجساد الكبار والصغار وحُجرت عائلات كاملة لأيام طويلة، وتأزم الطاقم الطبي وانحشر المرضى في المستشفيات وشُيّدت المستشفيات المؤقتة، وفجأة بدأت تتغير المعايير والأولويات، وشعر الجميع بأن الصحة لها الاولوية ودون ذلك يأتي لاحقاً، كان عاماً صعباً اقتصادياً واجتماعياً وعملياً تضرر الكثير، وراجع معظمنا نفسه في قراراته وفي طرق تحقيق أهدافه وفي سلوكياته مع الاخرين، عرف الكثير أن الحياة لا تستحق العناء ولا الحروب ولا إيذاء الآخرين، فكل منا مُثقل بهمومه، فاستفاد من الدرس وغيّر في مسارات حياته، علّمنا ذلك العام الصبر والتروي وإن كان الانتظار متعباً إلا أن الفرج يأتي بعده، فبدأت الحياة تنبض من جديد بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الإغلاق التام، وتدريجياً عادت الحياة إلى شبه طبيعتها، ولكنها لم تعد لطبيعتها بعد، فما زلنا نعاني من اعداد المصابين بالفيروس وما زال يحصد الأرواح، وما زالت بعض المدن مغلقة، ولكن الأهم هو العِبرة المستفادة من ذاك العام الذي يُفترض أن يكون غَيرنا، وغيّر طريقة تفكيرنا، وقربنا إلى الله أكثر، فكل ما يأتي من الله سبب للتقرب منه ولتعديل السلوك غير السوي الذي كُنت عليه، فنطلب منه التغيير والغفران والعفو والعافية وصلاح الحال، ولكن للاسف البعض لم يتعظ من ذلك وقد تكون هذه حكمة الله كما ذكر في كتابه الكريم في سورة البقرة: (الله يستهزئ بهم ويَمُدُّهم في طُغيَانِهم يَعمَهُون) ليضاعف عقابهم على ظلمهم وطغيانهم على البشر، فلا يترك لهم وسيلة للتوبة ولا التراجع عن أعمالهم المُشينة ولا يستفيدوا من حكم الأقدار ولا يتعظوا من البلاء الذي حل بالعالم. عادات كثيرة تغيرت بعد عام الكورونا، ولا يجب أن تنقضي الأيام دون التفكير في الحِكم الإلهية من الأوبئة والكوارث التي وإن كان مسببها بشرا إلا أنها مُرسلة من الله للتفكر والتأمل، ولكنهم قلة "المتفكرون والمتعظون"!. لم ينته وباء الكورونا بعد، بل ما زال في تغيير وتحور مما يجعلنا معرضين للإصابة خاصة وأن اللقاحات لا تمنع الإصابة 100% ولكنها قد تخفف الأعراض، وعليه ما زلنا بحاجة إلى الالتزام بالإرشادات الاحترازية والوقائية وما زال هناك متسع من الوقت للتأمل وتغيير السلوك السيئ والاستفادة من الدرس لتكون إنسانا في زمن تنهار فيه الإنسانية!. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik