14 سبتمبر 2025

تسجيل

ارفع واكبس

21 فبراير 2022

المواطن في دول الخليج، أو دعنا نقول في بعض دوله وضعه المعيشي لا يُقارن بوضع المواطن في جميع الدول العربية التي تكنس جيبه كنساً بمختلف الضرائب والرسوم، تفترسه البطالة وضيق ذات اليد لدرجة أن هجر الكثيرون أوطانهم بمختلف الطرق المتاحة أو غيرها، ولقد غص البحر المتوسط وابتلع الكثيرون منهم وحال الغرق بينهم وبين الهدف المنشود وضاع حلمهم للأبد. أما في دول الخليج نسبةً لعدد السكان القليل ونسبة للدخول الضخمة من الثروات المعدنية والتي يُصرف ربما الكثير منها في غير ذي طائل ربما بسبب أفكار عجيبة أو غريبة أو على منافسات بينية يعرفها الجميع ومن بينها تخيلات غير واقعية، وقد لا يختلف معي الكثيرون بأن طبيعة المجتمعات الخليجية تغيرت وتبدلت بعد الذي جرى في السنين القليلة الماضية كما أسلفت سابقا، وبعد تسيّد قنوات التواصل للأفكار والآراء وحروبها بين الشعوب في خلافات الدول التي لا تنتهي على أشياء ربما مضحكة. أما الآن أصبحت الدول تعد على مواطنيها ما تقدمه من مميزات وتذكر محاسنها وقد ترى أنه أخذ الكثير من مقوماتها الاقتصادية ف يكفيه ذلك، وليس من حقه بين فترة وفترة يطلب المزيد وهي تعلم بما في البنوك من أموال تخص السواد الأعظم وثراء البعض الفاحش وخاصة من أخذ الكثير أو من أُعطي بعلم الدول أشياء كثيرة لكي تميزه عن غيره. كما للفساد دور كبير في ذلك وخاصة القانوني منه وهروب الكثيرين بغنيمتهم بدون حسيب أو رقيب وسيطرة قانون الأمزجة بخصوص العطايا والهبات التي جعلت للكثيرين قيمة مجتمعية كبيرة وربما هو في الأصل تافه لا يستحق ذلك، وقد يكون ما لفت نظر الحكومات أو قد ما تراه من مظاهر البذخ المجتمعي تسيده حمق النساء في المناسبات وركوب الكثيرين السيارات الفارهة وسكناهم في القصور والشاليهات والمزارع وتملكهم اليخوت ولديهم في لندن وتركيا وبيروت الشقق والبيوت، بل في كثير من دول العالم لهم أملاك ويتنافسون في شراء الأرقام الخاصة ويدفعون مئات الألوف فيها ويخرجون الأموال عند الاكتتابات المختلفة للأسهم!، وقد وصل بعضهم لوضع كان مقتصرا على فئات مجتمعية معروفة قد سعت الدول لإبرازها دون غيرها وكثر عندهم الخدم والحشم وأصبحت البيوت تعج بهم. كما أن مجانية بعض الخدمات المهمة وقد يندر وجود مثلها في دول كثيرة حول العالم من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، ومن جانب آخر أصبح المواطن هو الآخر يعد على الدول دخولها الهائلة وربما يسأل سؤالاً بريئاً أو خبيثاً أين تذهب هذه الأموال الضخمة أو عائدات رسوم مخالفة القوانين، والتي كل يوم هي في ازدياد وقد يرون أنهم أحق بهذه الأموال أو الحصول على جزء منها، وقد يجهل البعض أن الدول عليها التزامات كثيره تجاه الآخرين أو المنظمات والهيئات الدولية أو حتى الدول العظمى أو الدول الفقيرة أو من نخر الفساد عظامها. وآخر الكلام قد تكون الدول محقة نظراً لاعتمادها الكلي على الثروات لعدم ثبات أسعارها وهي متذبذبة ومرتبطة بالأحداث السياسية والتوترات المختلفة، ولم تتخذ تدابير لتنويع مصادر الدخل برغم طول السنين، ومن جانب آخر قد يكون المواطنون على حق فكلما ارتفع الراتب ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة والتضخم وتفرعت المتطلبات المعيشية الكريمة، وأثر ذلك بصورة كبيرة على الطبقات المجتمعية الضعيفة وهي التي تعاني، ويبقى المبدأ الجميل هو لا ضرر ولا ضرار فتمضي سفينة الحياة بسلام. [email protected]