الأديان وحقوق الإنسان

شهد يوم أمس انطلاق أعمال مؤتمر الدوحة الثالث عشر لحوار الأديان، بحضور دولي وإقليمي كبيرين، رغم الحصار المفروض على قطر.  ويتناول المؤتمر محاور مهمة مثل حقوق الإنسان من وجهة النظر الدينية، وموقف الأديان من انتهاك حقوق الإنسان، ثم موقف الشرائع الدينية من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وتأتي أهمية إنعقاد المؤتمر في هذه الدورة كونها تناقش موضوعا شديد الحيوية وهو"الأديان وحقوق الإنسان"، وذلك في ظل ما تتعرض له هذه الحقوق من انتهاكات متواصلة، خصوصا في المنطقة العربية، على مختلف المستويات، سواء من قبل الدول والحكومات أو الجماعات أو الأفراد.  ولهذا السبب، يكتسب المؤتمر أهمية كبرى، في ظل الظروف التي يشهدها العالم، في الوقت الراهن، والتي زادت فيها حدة الانقسامات نتيجة لمظاهر التوتر والنزاعات وعدم الاستقرار في مناطق عديدة من العالم. كما أن الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان والتي بلغت حدا لم يحدث من قبل، تفرض تحديا أكبر أمام رجال الدين، لجهة أن حقوق الإنسان تعتبر من أهم الأصول الثابتة في جميع الأديان السماوية، التي كَفَلَها اللهُ عز وجل للإنسان. إن حرص الدولة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، هو ما يجعلها تضع قضية حماية وتعزيز حقوق الإنسان على رأس أولويات قطر ورؤيتها الوطنية 2030 بما تتضمنه منظومتها التشريعية بنصوصها الموجبة لحماية هذه الحقوق وما تعمل عليه المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتدعيم تلك الحماية وجعلها واقعا عمليا ملموسا.