13 سبتمبر 2025

تسجيل

كي تستمر فلابد وأن تبتكر

21 فبراير 2015

حين فكرت في الكتابة عن (العلاقات الإنسانية التي يوفر لها رب الأسباب كل الأسباب التي تساعدها على أن تكون متناغمة كنسيج واحد رغم أنف الظروف: التي نمر بها وتجعلنا نتفقد عقلنا، ونسأل ما الذي جمعنا بهؤلاء ممن نختلف معهم كثيراً، ولا تشهد لحظاتنا من الاتفاق إلا القليل؟ فيخرج من بعدها كل واحد منا خاوي الوفاض؛ لغياب الإجابة المقنعة، التي يمكنها إخماد حرقة قلبه، ولكنها لا تفعل لغيابها عنه، فيُجبر على البقاء وحيداً معزولاً؛ لينتهي المشهد ويُسدل الستار عليه والهموم تُحيط به من كل جانب)، فلقد شعرت بأن هذا الموضوع هو ما يستحق مني خوضه؛ لأني كغيري من الأفراد الذين يجمعهم هذا المجتمع الإنساني بآخرين قد لا نُشارك بعملية اختيارهم، ولكن ينتهي بنا الأمر ونحن معهم كقدر قدره لنا رب العباد، فلا نجد منا سوى ابتكار الوسائل التي تُعيننا على المضي بسفينة الحياة دون أن نتوقف ولأي سبب مهما كبر وصار كتهديد يُقلب حالتنا المزاجية بين الحين والآخر، العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض هي سر استمرارية الوجود، والسر الذي لا ندرك عنه أي شيء مهما بلغنا أعلى مراتب التفوق العلمي، وما يؤكد قولي هذا هو أن الحياة تفرض علينا علاقات كثيرة منها: تلك العلاقات التي نُخطط لها، ونضع من أجلها أعلى المواصفات التي لا تسمح لنا بأن نُمرق أي فرد دون أن ندرسه جيداً، وهو ما يكون منا؛ كي نتجنب الوقوع في حفرة الخسائر، التي لا يمكن أن نخرج منها بسهولة؛ لذا ودون وعي منا نميل إلى وضع الخطط الجيدة في سبيل تجنب كل ذلك، في حين أننا وفي المقابل نجد من لم نُخطط لوجوده في حياتنا، ولكننا نجده وقد أخذ حيزاً منها ومنا دون أن ننبس بحرف واحد، وعلى الرغم من الاختلاف الشاسع الذي يكون بيننا إلا أننا نتفق وفي مرحلة من المراحل؛ لأن الاتفاق هو ما نحتاج إليه؛ كي نضمن الاستمرارية، التي تضمن لنا التناغم الذي يجعلنا كنسيج واحد كما سبق لي أن ذكرت في غرة هذا المقال.أحبتي: لا يحكم مدة وجودنا في هذه الحياة سوانا نحن، وكل ما نبذله من جهود تضمن لنا البقاء فيها بسلام، وهو ما يتطلب منا مجاراة الأحداث، التي قد يكون منها ما لن نطيقه، ولكنه يحتاج منا تفهمه على أقل تقدير، والحق إن نجاح ذلك لا يعتمد علينا وحدنا ولكن على أطراف أخرى تجمعنا بها علاقات إنسانية منها ما سيكون ضمن إطار أسري، ومنها ما سيكون خارجه، ولكنه يظل يندرج تحت العلاقات الإنسانية، التي تحتاج منا إلى الكثير من الجهد؛ كي نحافظ عليها، خاصة أن الحياة لا تقوم على وجودنا نحن فقط، ولكن على وجود الأفراد الذين تجمعنا بهم تلك العلاقات، ولابد لنا أن نتمسك بها دون أن نُعرضها للتهتك، الذي يفرضه غياب العقل والمنطق، وهو ما يمكن أن نصل إليه كمرحلة أخيرة ستشهد على انتهاء كل شيء ما لم نتقدم بحلول مناسبة تساعدنا على تحقيق هدفنا وعلى خير وجه، وهو ما يمكن أن يكون من خلالها تلك الحلول، الواجب علينا ابتكارها؛ كي نفوز بما نريده، وهو ما قد حرصنا على تقديمه لكم من خلال ما قد تقدمتم به لنا في هذه المرة، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاويةعلاقتك بالآخرين كجسر يمكن أن تنتقل به إلى الجانب الآخر من الحياة، حيث السعادة التي ستشعر معها بأنك الأفضل؛ وكي تعبر ذاك الجسر أنت بحاجة ماسة إلى ابتكار الطرق التي يمكنك بها تحقيق ما تريده، دون أن تقف مكتوف الأيدي، كمتفرج لا يُقبل على أي شيء سوى متابعة المسرحية، التي يجدر به تأليفها أولاً ومن ثم متابعتها؛ لذا كن مُبدعاً وابتكر كل الطرق التي ستتمكن بها ومن خلالها من المحافظة على علاقتك بالآخرين حتى تضمن لك تلك السعادة في الجانب الآخر من الحياة، حاول دون يأس وستفلح بإذن الله.