12 سبتمبر 2025

تسجيل

العنف الأسري ماض متجدد(2 ـ 2)

21 فبراير 2013

صادف وجودي شهر رمضان الماضي في دولة عربية، وبينما نحن في زيارة عائلة هناك رأيت طفلة جميلة في الخامسة من عمرها في رعاية تلك العائلة، فسألت عنها فإذا بها فتاة يتيمة لإمرأة من أقاربهم كانت تتعرض دوماً للعنف من زوجها، ولكن عائلتها كانت ترغمها على العودة له خوفاً من الطلاق، وحرصاً على تربية ثلاثة أطفال من ذلك الزوج المجرم، وذات يوم وطفلتها نائمة في حضنها عاد لبيته في يوم من أيام رمضان صوب سلاحه لرأسها وقتلها معللاً بأن عرافاً أمره بذلك، فكان جهله بالدين وغياب الثقافة والوازع سبباً فيما فعله..ليودع في السجن حتى الآن ويتشرد الأطفال الثلاثة وتدفع تلك المرأة البريئة روحها ثمناً لعنف رجل وضيع. فهذه دعوة لكل إمرأة معنفة بأن تعي وتعرف مدى الخطر الذي تتعرض له وماقد تلاقيه إن تمادى المعنف بأفعاله، ولتتذكر بأن الله تعالى قد كرمها ((ولقد كرمنا بني آدم )) فليس لرجل الحق في إهانتها أياً كان.. حتى حينما تنشز المرأة وتنطبق عليها صفات المرأة الناشز، فإن الدين الإسلامي الحنيف قد وضع خطوات متدرجة لعلاج نشوزها فقال تعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء:34) أي أن الرجال مكلفون برعاية زوجاتهم وحمايتهن، ذلك بما فضل الله الرجال به من خصائص جسمية ونفسية، وبما كلف الله الرجال الإنفاق من أموالهم على زوجاتهم وبيوتهم. فالصالحات من النساء مؤديات لحق الله وحق أزواجهن في حضورهم وفي غيابهم، بحفظ الله ورعايته. واللاتي تخافون هدمهن بيت الزوجية بسبب نشوز أخلاقهن عليكم، فانصحوهن بالكلام المؤثر، فإن لم يصلحهن النصح، فاعتزلوهن في الفراش، فإن لم يصلحهن الاعتزال في الفراش، فاضربوهن إن غلب على ظنكم أن ((الضرب غير المبرح)) يصلحهن، فإن صلحن فاحذروا أن تظلموهن، فإن قدرة الله عليكم أعظم من قدرتكم على نسائكم. ويتبين من هذه الآية الكريمة أنه لا يحث في هذا الموضع على ما يظنه البعض العنف الزوجي، بل يحث على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف وكيف وضع القرآن الكريم علاجاً رحيما لتلك المشكلة بين الآزواج خوفاً من التمادي في الخطأ أو وقوع العنف، والشرع دوما يحث على وجود الحب والسكينة والعشرة الحسنة بينهما. فهذا هون ديننا الحنيف، وتلك رحمته..