12 سبتمبر 2025

تسجيل

نجاحات دبلوماسية دولة قطر.. وأولويات الإعلام القطري

21 يناير 2024

كتبت في سبتمبر الماضي مقالا في زاويتي هذه: «مسؤولية إعلام وإعلاميي قطر التعريف بقوة قطر الناعمة»- في زاويتي في الشرق بعد تقديمي الدورة الثالثة ل»التحليل السياسي للإعلاميين والصحفيين وكتاب الصحف القطريين، بدعوة إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام وباستضافة المركز القطري للصحافة في الدوحة. سُعدت الأسبوع الماضي بتقديم الدورة الرابعة للإعلاميين القطريين «التحليل السياسي للإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية القطرية- كما شاركت في عدة مقابلات بودكاست وظهرت على قناة الجزيرة لتحليل كارثة حصاد 100 يوم على حرب إبادة الصهاينة على غزة بعد تجاوزها 100 يوم، وبعد مرافعة الفريق القانوني لجمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكابها حرب إبادة Genocide-في غزة-و تعرية وفضح تلك الجرائم بالأرقام وإحصائيات لا يمكن إلا أن تدين إسرائيل لتحافظ على مصداقية وحياد أهم مؤسسة قضائية على المستوى الدولي. كما أوضحت في مقال سابق- بات الإعلام اليوم سلاحا فعالا يجب استغلاله وتوظيفه بحنكة وذكاء لصياغة وتقديم صورة تعكس بشكل واضح ما تملك الدولة من قدرات وامكانيات وانجازات قد لا يعلم بكنهها المواطن والإعلامي نفسه، فما بالك بمعرفة الآخرين من دول الجوار وعلى المستويين العربي والدولي بتلك الانجازات. في كل دورة «التحليل السياسي للإعلاميين»، يبرز تطور جديد وإنجاز لافت للدبلوماسية القطرية في الوساطة والتعامل مع الأزمات، تحتاج لتسليط الضوء وشرحها. سُعدت باهتمام وحماس مشاركة الإعلاميين الشباب في دورة الأسبوع الماضي من الإعلاميين الشباب القطريين من الجنسين الشباب والشابات للتزود بالمعلومات والمشاركة في الحضور والنقاش وفي اليوم الأخير تقديم محاكاة لقضايا وملفات عن نجاح وانجازات الدبلوماسية القطرية واهتمام رئيس الوزراء ووزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن الذي كان وجه دولة قطر الرسمي إبان الأزمة الخليجية في الدفاع وشرح الموقف القطري والسردية القطرية. ليتسلم منصب رئيس الوزراء في مارس الماضي ويحتفظ الشيخ محمد بن عبدالرحمن بمنصب وزير الخارجية وإمساكه وإشرافه وفريقه في وزارة الخارجية بالملفات المهمة. كما شرحت في المادة العلمية في الدورة الأخيرة للمشاركين أن ما يميز نجاح دبلوماسية دولة قطر - هو عقيدة سياستها الخارجية بخفض التصعيد، ودبلوماسية الوساطة والمساعدات التنموية واللعب مع الكبار وكسب ثقة الأطراف المتصارعة لكسب ثقة المتخاصمين الأعداء، وهو ما تعجز عنه كثير من الدول في المنطقة وخارجها. أوليت أهمية في الدورات الأربع التي قدمتها للإعلاميين القطريين من مختلف الأجهزة الإعلامية في الدولة، على أهمية استثمار إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، بكوادرها الإعلامية الشابة من محللين وصحفيين ومحررين وكتّاب مقالات في الدولة للعب دور أساسي في التعريف وشرح وتوضيح مواقف دولة قطر وسياسها الخارجية بشتى المجالات وخاصة دبلوماسية الوساطة وأسباب نجاح كسب ثقة الخصوم والأعداء ليثقوا بوساطة دولة قطر. خاصة أن القيادة القطرية بقيادة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة أرسى دعائم قطر الجديدة وبنى عليها سمو الشيخ تميم بن حمد والحكومة القطرية ووزارة الخارجية بإنجازات مميزة تحتاج تسليط الضوء عليها وشرحها والبناء عليها. لافت للنظر كيف نجحت قطر بكسب ثقة الأمريكيين والإيرانيين وتوسطت بينهما في ملفي الاتفاق النووي وصفقة تبادل السجناء وإيداع والإشراف على انفاق 6 مليارات دولار من أرصدة إيران في بنوك كوريا الجنوبية أُفرج عنها في الصفقة في الخريف الماضي التي قادتها الدبلوماسية القطرية على مدى عامين من المفاوضات السرية، في واحدة من أهم نجاحات دبلوماسية دولة قطر. وكسب ود العدوين اللدودين الأمريكي- والإيراني معاً. كما نجحت دبلوماسية قطر خلال الشهرين الماضيين بالتوسط للتوصل لهدنة في حرب إسرائيل المسعورة على غزة من السابع من أكتوبر الماضي وتبادل السجناء والمحتجزين بين حماس وإسرائيل وإدخال مساعدات إنسانية وغذائية وخروج المصابين عبر معبر رفح- ولمدة 7 أيام. لكن تعنت إسرائيل أفشل التوصل لوقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من السجناء والمحتجزين- لتستمر إسرائيل في عدوانها وإزهاق الأرواح ليرتفع عدد الشهداء والمفقودين لأكثر من 30 ألفاً وعدد المصابين لأكثر من 65 ألفاً. برغم استمرار حرب الإبادة الصهيونية على غزة، لا يبدو هناك أي طرف يملك أي فرصة للتوسط لوقف مجازر حرب الإبادة سوى دولة قطر، لذلك تستمر قطر في مساعيها بجهد وتصميم للتوصل لهدنة جديدة وصفقة تبادل محتجزين إسرائيليين لدى حماس والفصائل الفلسطينية مقابل الإفراج عن المزيد من السجناء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ويجري ترتيب صفقة إدخال مساعدات طبية مقابل أدوية للمحتجزين الإسرائيليين. كما سبق وسجلت الدبلوماسية القطرية نجاحاً لافتاً في نيل ثقة الولايات المتحدة وحركة طالبان في أفغانستان، في ترتيب لقاءات بين الطرفين الأمريكي والأفغاني وإجلاء 70 ألف مواطن أمريكي وأفغاني ومتعاونين ومترجمين أفغان ومواطني دول غربية. مما دفع الرئيس بايدن بعد الانسحاب العسكري الأمريكي في صيف 2021. بترقية العلاقة الأمريكية وتصنيف دولة قطر «حليفا رئيسيا من خارج حلف الناتو»- في اعتراف بأهمية التحالف مع قطر وهذا تصنيف يقتصر على 19 دولة حول العالم. بما فيها دولة الكويت ومملكة البحرين بالإضافة لقطر. هذه النجاحات تكرس مكانة دولة قطر وتساهم بإكساب صانع القرار المزيد من الثقة والمصداقية لتكون مقصداً لحل النزاعات: بين أمريكا وكل من إيران وطالبان، وأمريكا وفنزويلا، وحماس وإسرائيل، وروسيا وأوكرانيا، والسودان واليمن ولبنان وغيرها!-مما يجعل قطر حليفا ووسيطا موثوقا، في حل الخلافات، وفي أمن الطاقة وامدادات الغاز- لتعزيز الأمن والاستقرار. تلك الانجازات تكرّس عقيدة سياسة دولة قطر الخارجية بصناعة السلام. وحسن تفعل إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، بإدارة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، بتوفير الدورات ودعم وتأهيل الإعلاميين القطريين للتعريف بتلك النجاحات، مما يعزز دور ومكانة وقوة دولة قطر الناعمة!