25 سبتمبر 2025

تسجيل

البصرة عشرة على عشرة

21 يناير 2023

رغماً عن الظروف السياسية والاقتصادية التي مر بها عراقنا الحبيب لثلاثة عقود الا ان البصرة أوفت بالوعد والعهد وقدمت لنا نجاحا تنظيميا يفوق الوصف والخيال من فئة الخمس نجوم يعجز اللسان عن التعبير والقلم عن الكتابة بداية من التحفتين المعماريتين ملعبي البصرة الدولي والميناء الأولمبي تلاهما حفل الافتتاح المبهر الذي خطف الأنظار والقلوب عاكساً حضارة العراق وإرث مدينة البصرة وتاريخها العريق وعمق الروابط بين أبناء الخليج ومصيرهم المشترك تلا ذلك مباريات في قمة التنافس والندية بين أبناء الخليج وحضور جماهيري منقطع النظير حطم الأرقام القياسية في وطن يعشق كرة القدم ويتنفس هواها وتدافعهم يوم امس بعشرات الآلاف لحضور المباراة الختامية دليل على جنونهم بالساحرة المستديرة وحبهم لوطنهم والوقوف خلف منتخبهم ومؤازرته ليتحقق الحلم بالتتويج للمرة الرابعة بعد 35 عاماً من الغياب. وبعد الختام الرائع يوم أمس شعوبنا الخليجية تتقدم بالشكر والعرفان لحكومة العراق وشعبها على هذه النسخة الفريدة من نوعها والنجاح التنظيمي والفني والجماهيري الذي فاق كل التوقعات حيث كان البعض منا متوجساً بعض الشيء من تنظيم العراق للبطولة وكيف لا، وله عقوداً من الزمن لم ينظم حدثا رياضيا كبيرا بحجم كأس الخليج؟ ولكن كل تلك المخاوف والهواجس تلاشت وذهبت ادراج الرياح بعد حفل الافتتاح المبهج لنرفع لهم اليوم العقال احتراماً وتقديراً على جهودهم السخية التي بذلوها لتظهر البطولة بهذه الصورة والكيفية التي شهدناها وان شاء الله لن تكون هذه البطولة هي النهاية ولكنها البداية نحو استضافة أحداث كروية كبرى بعد أن اثبتوا جدارتهم واستحقاقهم وكل ذلك على مرأى ومسمع من رئيس الفيفا انفانتينو ولا ننسى الدعم اللوجستي من دولنا الخليجية للعراق لاستضافة البطولة وإعادتهم من جديد للواجهة الكروية من بابها الكبير باحتضان اعرق البطولات وأكثرها إثارة وخصوصية في نسختها الخامسة والعشرين وعلى يقين ان اتحاداتنا لن تألو جهداً في تسخير كل إمكاناتها لدعمه في قادم السنين ليعود قوياً كما كان. نودع بصرة السياب اليوم وكلنا حزن على فراقها قضينا معهم أسبوعين تعرفنا على ثقافاتهم وفولكلورهم الشعبي البصراوي اكلنا معهم المصموطه والمكشت وحلينا بحلاوة نهر خوز استمتعنا بمنظر غروب الشمس على ضفاف شط العرب عشنا تجربة رائعة بكل لحظاتها واوقاتها الجميلة التي لا تنسى وحفاوة شعبهم وكرمه متذكراً مطلع اغنية «يا رايح فدوه للبصرة خذ عيوني معاك تروح». ختاماً كل الشكر والتقدير لإعلامنا الخليجي وبالأخص قناة الكاس على نقلهم الصورة الجميلة والمشرقة للبصرة وللعراق ونبض شارعهم ومدى اشتياقهم وحنينهم لإخوانهم الخليجيين بعد اخر بطولة استضافوها قبل 44 عاماً وإشادتهم بحسن استقبال إخوانهم أينما حلوا واستتباب الأمن والأمان في البصرة الحالمة وعدم شعورهم ولو لبرهة من الوقت انهم في غير أوطانهم ولكنهم في بلدهم الثاني وبين أهلهم وذويهم. آخر الكلام موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء...