21 سبتمبر 2025
تسجيلوسط معطيات وتداعيات إقليمية بالغة الدقة والحساسية جاء انعقاد القمة العربية التنموية أمس في بيروت، والتي اكسبتها مشاركة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زخما سياسيا كبيرا، كان له بالغ الاثر في اثرائها الى حد انقاذها من الفشل حسبما رأى مراقبون بعد اعتذار غالبية القادة والرؤساء العرب عن المشاركة. وهكذا جاء حضور صاحب السمو للقمة ليؤكد ان الدوحة -رغم حصارها - لم ولن تنسى هموم وقضايا امتها العربية سياسية كانت او اقتصادية، ترجمة لمواقفها القومية والعربية الاصيلة، ومما زاد من اهمية وزخم الحضور القطري تبرع الدوحة بخمسين مليون دولار لدعم مبادرة دولة الكويت الشقيقة بإنشاء صندوق عربي للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. لا شك ان مشاركة القيادة القطرية في القمة ودعمها المالي يحمل في طياته عدة رسائل قوية لعل ابرزها انها تؤكد على الدور القطري العربي المحوري. فضلا عن كونها رسالة شديدة إلى دول الحصار، مفادها أن حصارها منذ اكثر من عام ونصف لم ولن يثنيها عن إقامة سياسات خاصّة بها تجاه اسرتها العربية. انطلاقا من ارادة صلبة حرة لا تخضع او تلين امام ضغوط، ولا تحركها مصالح ضيقة تختلط فيها اوراق السياسة بمبادئ وقيم المسؤوليات القومية والاخلاقية. ايادي قطر البيضاء في محيطها العربي يشهد بها القاصي والداني، ولا ينكرها الا الجاحدون والذين في قلوبهم مرض، فلطالما وقفت الدوحة بدبلوماسيتها واموالها تنتصر للاشقاء وتناصرهم في ازماتهم لتجاوزها، وهذا ما يتجلى في دعمها للاشقاء الفلسطينيين سواء في الضفة او غزة، فضلا عن ضحايا الحرب في سوريا واليمن ولدعم الاشقاء في تونس، ولا ننسى ايضا مبادرتها الانسانية بإنشاء صندوق برعاية الاتحاد الأفريقي لتغطية تكاليف إجلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين وإعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم. لقد اثبتت قطر وهي الخاضعة لحصار جائر للعالم من خلال دعمها لقمة بيروت انها تمارس دبلوماسيتها بشفافية ونقاء، انطلاقا من قناعات ومبادئ، فلا توظيف او استغلال لموقف هنا او ازمة هناك، وفي هذا يكمن سر تقدير المجتمع الدولي لقطر ومواقفها الناصعة.