29 أكتوبر 2025
تسجيلتحتضن الدولة هذه الأيام حدثاً رياضياً جديداً في سلسلة الأحداث الكبيرة التي تستضيفها وتحتضنها على مختلف الأصعدة، وكعادتها قطر، لا ترضى سوى بالنجاح الذي يُجمع عليه الجميع، ودائماً ما يتكرر السؤال عما ستقدمه الدوحة في أي فعالية قادمة، وهذا هو التحدي الأكبر للمسؤولين والمنظمين في أي فعالية قادمة، الذين يرون في ذلك دافعاً لهم لتقديم الأفضل، وهم من أبناء قطر الأوفياء الذين لا يألون جهداً في سبيل إظهار أي حدث بالحجم الذي يتناسب واسم دولة قطر في جميع المحافل الإقليمية والعالمية. كان حفل الافتتاح بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وذلك مساء الخميس الماضي في صالة لوسيل متعددة الاستخدامات، وكان الحفل حديث وسائل الإعلام في العالم أجمع، وقد رأينا تعليقات الرياضيين والمهتمين بالرياضة في وسائل التواصل الاجتماعي وحجم الانبهار به، وكل من شاهد الحفل من خلال القنوات الفضائية تمنى لو أن الفرصة سنحت له لحضوره، إلى درجة أن هناك من وصفوه بـ"الخيال"، ونحن نقول لهم إن ذلك ليس خيالاً، بل واقع ملموس على أرض التحدي والإنجازات، دولة قطر، التي لم يذخر أبناؤها جهداً ووقتاً في سبيل كسب غمار التحدي والمنافسة، ولا يرضون إلا بالنجاح الكبير، وأستذكر هنا قول حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله "إن أهل قطر عُرفوا بالإقلال من الكلام والإكثار من الأفعال"، وهذا ما حدث ويحدث في أي عمل تقوم به الدولة في جميع المجالات، الرياضية أو الاقتصادية أو السياسية، أو أي مجال آخر، وأكبر دليل على ذلك أن العمل على استضافة بطولة كأس العالم لكرة اليد تمت، وافتتحت صالة لوسيل متعددة الاستخدامات، دون أن يدور حولها الكثير من الكلام، وكان الفعل أن حفل الافتتاح كان مبهراً، والفعل أبلغ من الكلام وأحبّ إلى كل من يهوى التحدي ومجابهة الصعاب في سبيل إعلاء اسم الدولة عالياً، وهذا ما يتم العمل عليه ومن أجله.دولة قطر تحاول، بل تعمل جاهدةً على أن تترك أثراً وبصمة في كل ما تقوم به، ويأتي في هذا الباب ما أعلنه سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد في كلمته أثناء حفل الافتتاح، وهو التبرّع بريع البطولة لأطفال العالم، وذلك عبر مبادرة "علّم طفلاً"، وهي الرسالة التي تثبت قطر للعالم من خلالها بأن شرف الاستضافة لم يأتِ بحثاً عن الشهرة، ولا عن أي مردود آخر، بل كان وسيلة تساهم من خلالها ولو بجزء يسير في دعم فقراء العالم، والمساهمة في كل ما يمكن أن يعمل على النهوض بالشعوب الفقيرة والمحتاجة، وهذه قطر وهذا نهجها وسياستها وهدفها الذي تعمل من أجله دوماً، لا تنسى الفقراء، وتعمل على إراحة البسطاء، وإرضاء العقلاء.نعم هذه قطر، الدولة الوحيدة التي اهتمت بجميع المجالات بطرق متميزة، ومن ذلك أنها جعلت يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير يوماً رياضياً، ويصادف هذا العام العاشر من فبراير إن شاء الله، أي بعد انتهاء البطولة بعشرة أيام تقريباً، وما هذا اليوم سوى دليل على اهتمامها بالرياضة التي تنهض بالإنسان وتساهم في الحفاظ على صحته، واهتمامها بالرياضة واضح للعيان من خلال إنشاء الملاعب والمواقع الرياضية التي ترقى للمستوى العالمي، ومجمع أسباير يشهد على ذلك، وكذلك صالة لوسيل متعددة الاستخدامات التي احتضنت حفل افتتاح بطولة اليد.وفي نهاية المقال أتوجه بالشكر للجنة المنظمة، وعلى رأسها سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة، وجميع القائمين عليها، لاهتمامهم بكل ما من شأنه أن يساهم على إبراز هذه البطولة، ولإنشائهم موقعاً إلكترونياً خاصاً بالبطولة باللغتين العربية والإنجليزية حتى يتسنى للجميع متابعة جميع الأخبار والتفاصيل المتعلقة بها www.qatarhandball2015.com.لقد نجحت قطر في الافتتاح والتنظيم كعادتها، وهو ما يشكل تحدياً لمن سيستضيف البطولة بعدها، فقد أجمع عدد من الإعلاميين الأجانب أنما قدمته قطر وضع الدول التي ترغب في استضافة البطولة مستقبلاً في حرج، لأن الجميع سيضعها في مقارنة مع هذا التنظيم، لكن التحدي الأكبر بالنسبة إلينا هو إقامة كأس العالم في قطر عام 2022 إن شاء الله، وهو ما سنقدم عليه بهمة وعزيمة لا تلين، وسيشكل مفاجأة مهمة يتحدث الجميع عنها، وفي كل بطولة هناك تحدٍّ وإنجاز، والمهمة الصعبة ستكون لمن ينظم بطولة بعد دولة قطر.