18 سبتمبر 2025
تسجيليواجه اليمن زلزالا سياسيا غير مسبوق لايقتصر تهديده على وحدة اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل يهدد أمن المنطقة برمتها، خاصة أمن منطقة الخليج الأكثر قربا، والأكثر تأثرا وتأثيرا بما يحدث في هذا البلد الشقيق، الذي يقف اليوم على مفترق طرق لايعلم أحد إلى أي مجهول ستقذفه، إلا أننا جميعا نتفق على أنه مستقبل مشوش وغامض ومقلق وخطير.اليمن ظل عبر التاريخ، جزءا لايتجزأ من المنظومة الأمنية الخليجية، ودول التعاون مجتمعة تنظر إلى حالته السياسية باعتبارها جزءا لايتجزأ من الأمن الإقليمي للمنطقة، لذا فإن مايشهده اليوم مصدر ازعاج ومبعث قلق، وسيكون من المبكر الحديث عن تداعياته أو ارتداداته، إلا أنه مما هو مجزوم به أن دول التعاون ستبحث تحركا منسقا تجاه ما يجري، وسيكون لمبعوثها الخاص دور فاعل في هذا الشأن.المجتمع الدولي بادر بالتحرك مساء أمس من خلال الإعلان الذي اعتمده باجماع اعضائه، حيث اعتبر ان هادي "هو السلطة الشرعية" وان "كافة الاحزاب وكافة الفاعلين السياسيين في اليمن يجب ان يدعموا الرئيس هادي ورئيس حكومته وحكومته من اجل ابقاء البلد في درب الاستقرار والامن".ودول مجلس التعاون الخليجي كذلك أكدت في أكثر من مناسبة، كان آخرها اجتماع وزراء خارجية دول المجلس الأخير، بحضور وزير الخارجية اليمني في الدوحة، دعم اليمن ورفض أي تدخل في شئونه الداخلية، كما عبر سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، عن الأمل في أن تحرص كافة الأطياف الأساسية وأيضا الاجتماعية في اليمن، على إعلاء المصلحة العليا لليمن ونبذ الطائفية في هذه المرحلة، واضاف أن اليمن دولة جد مهمة بالنسبة لنا في المنطقة، وهذا يعني أن وجود يمن صحيح قوي سينعكس بشكل مباشر على أمن الخليج.من المؤكد أن استقرار اليمن لم يكن بالقوة، ولن يتم بالانقلاب، والأيام المقبلة كفيلة بكشف الحساب.