15 سبتمبر 2025

تسجيل

وترجل الأمير العابد الزاهد

20 ديسمبر 2023

شيعت الكويت الأحد الماضي سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، بعد ثمانية وخمسين عاما من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها الكويت، من خلالها عاصر بناء الكويت وساهم في نهضتها، بعد مسيرة سياسية حافلة. وقد تميز بوضع بصمات مميزة في خلال سنوات حكمه القصيرة، وكان نهج الأمير الذي أتاح أسلوبه الهادئ والحازم مواصلة دوره في الإصلاح، ومحاربة الفساد، وترسيخ العلاقات في الكويت بين كل أطياف المجتمع، وبناء العلاقات السياسية في الخليج وكل العالم. والذي قد أكمل رحمه الله مسيرة أخيه الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله في الوساطة بين الدول لتسوية الخلافات العربية. وتم خلال سنوات حكمه القصيرة وعلى صعيد الشأن الكويتي الداخلي، العديد من الإنجازات، وتميز بأنه كان قائدا حكيما، ومن كلماته "هذه الدولة الصغيرة تجاوزت المحن مهما تعاظمت بفضل الله تعالى ووقوف شعبها صفا واحدا صلبا خلف قيادته". ففتح صفحات جديدة إحداها المصالحة الوطنية، والافراج عن السجناء ومواجهة الفساد. أمير العفو الذي أنجز المصالحة الوطنية، وهو الذي عفا عن أبناء الكويت المهجرين خارج الكويت من المعارضين، وأصحاب القضايا المدانين في قضايا سياسية. وبرغم التحديات الكبيرة التي واجهها الأمير الراحل، كانت أكبر أزمة اقتصادية في فترة جائحة كورونا، وما رافقها من انخفاض أسعار النفط. وأطلق عليه الشعب الكويتي الأمير العابد الزاهد، كان يؤدي فروضه الخمسة كلها، في مسجده البسيط الذي اعتاد الصلاة وقراءة القرآن يوميا بين المواطنين والمقيمين، مسجد بلال. ويصلي مع عامة الناس، وقد تخلى الأمير رحمه الله عن كثير من الحراسات الأمنية التي ترافقه. بل من أكثر الصور التي انتشرت له وهو بالمسجد وكرسيه ومصحفه، وتقبيله رأس الأطفال في المسجد بعد الانتهاء من صلاة الفجر. وعلى المستوى الكويتي التوافق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. التي وصفت بانها غير مسبوقة. وخارجيا مساندة الكويت القضية الفلسطينية وموقفها إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة. وحسب ما كتب موقع بلومبيرغ " ترك مجتمعا أقل انقساما، بسبب قدرته على تسوية الخلافات داخل الساحة السياسية، كما سعى لإعادة الاستقرار السياسي لبلاده، واتسم حكمه ببذل الجهود لحل النزاعات السياسية طويلة الأمد" ان الحزن والتأثر يخيم على الجميع، ليس على ابناء الكويت فقط إنما كل أبناء الخليج أيضا. تسأل عليه بمسجد بلال جدران ويبكي على فرقاه قصر اليمامة حتى وداعه ممتلي رفق واحسان مرسوم عفوه كان مع السلامة @munaaljehani1 [email protected]