12 سبتمبر 2025
تسجيلبالإسلام تحصنَّا، وبالعروبة تدثرنا، وبقيادة سمو الأمير سرنا، ونثرنا قلوبنا في أرجاء وطننا العربي الإسلامي الكبير، فآزرتنا شعوب أمتنا، وقدمنا إلى العالم كله الصورة الحقيقية للإنسان العربي المسلم في نُبله، وكرمه، وأخلاقه، وإنسانيته، وقدرته على الإنجاز. كانت العروبة مزهوةً بنا عندما افتتح سمو الأمير المونديال بعبارة؛ من قطر.. من بلاد العرب، وكانت، في حفل الختام، نوراً ساطعاً أنار ملامح وجه سموه وهو يكسو ليونيل ميسي بالبشت العربي في لمسةٍ حضاريةٍ رائعةٍ ناطقةٍ باسم كل عربي ومسلم. اثنان وثلاثون منتخباً شاركت في المونديال، ومعها منتخبُ العروبة والإسلام ممثَّلاً في سمو الأمير المفدى وشعبه. هذا المنتخب، هو الفائز الأول لأن حضوره كان حضارياً وإنسانياً، وملاعبه كانت قلوب البشر في أرجاء الدنيا، التي خاض فيها مبارياته ضد تصوراتٍ ظالمةٍ للعرب والمسلمين، فحقق انتصارات ستُغير وجه المعادلة الحضارية لصالح أمتنا. أمسِ الأول، سمعنا بقلوبنا هديرَ مسيرٍ عظيمٍ في كل أرجاء قطر الحبيبة، وحين نظرنا بعيون أرواحنا، رأينا مئات ملايين قلوب العرب والمسلمين حولنا؛ في الميادين والشوارع، وبين البيوت، وحول المساجد، تتدافع لاحتضان بلادنا التي احتضنت آمالها وأحلامها، وتسعى للوصول إلى استاد لوسيل لتحيط بأميرنا وهو يختتم المونديال الذي نفخر بأنه كان مونديالاً نقش الحضارة العربية والإسلامية بأحرفٍ من إنجازٍ وفخرٍ واعتزازٍ في سجلات التاريخ. الأمر الرائع حقاً في المونديال، هو وعي أبناء شعبنا وأشقائهم الذي بدا في تمثيلهم لأمتنا بسلوكياتهم الراقية، وتعبيرهم الحضاري السامي عن قضاياهم الرئيسة، وكانت نتيجة ذلك أن فلسطين حضرت بقوةٍ، وأن الشعوب عبّرت عن مؤازرتها لبلادنا في رَفْضِ الانصياع لتمرير اتجاهاتٍ شائهةٍ في ثقافاتٍ ظنَّ كثيرون أنها ستسود العالم، فكانت بلادنا هي الصخرة الصماء التي تحطمت عليها أوهام الحضارة الغربية المتفوقة، والتربة التي نمت فيها بذور التحدي الحضاري الإسلامي في أروع وأبهى تجلياته. قبل المونديال، كانت إرادتنا أقوى من كل حملات الأضاليل والأكاذيب، فلم ننحنِ لعاصفة دَعاواهم المُغرضة، ولا رضينا بأن يكون الإنجاز على حساب عقيدتنا ومبادئنا وأخلاقنا. وما إن انطلقت البطولة حتى تصاغر المُدَّعون، وخَنَسَ الكاذبون حين تابعت كل الشعوب كيف عانقت راياتُ حضارتنا الإسلامية العربية راياتِ الرياضة العالمية في قطر الحبيبة، وحين شاهدت أميرنا المفدى وشعبه سائرين في موكبِ أمجاد ومفاخر تحت رايات انتمائنا لحضارةٍ لن يستطيع أحدٌ أن يمنع شمسها من الإشراق بعد اليوم. كان المسلمون في كل الدنيا، يتابعون المونديال، ويتغنون بطلعَ البدرُ علينا قبل بثِّ مباريات المنتخبات الإسلامية. وكان العرب، جميعاً، يتوحدون لمؤازرة المنتخبات العربية. وهذان الأمران لم يمرا مرور الكرام، فقد ركَّزَ عليهما علماء السياسة والاجتماع في الغرب، وكتبوا كثيراً عن الروح الجامعة للمسلمين والعرب التي أحياها المونديال بقوةٍ، وكيف أن التصورات عن عدم إمكان نهضة أمتنا هي مجرد قراءاتٍ سياسيةٍ خاطئةٍ. لقد كان المونديال هو أحد المفاصل التاريخية الكبرى في توحيد أمتنا شعورياً، وفي زوال النعرات والأحقاد التي حاول كثيرون زرعها بين الشعوب لتفريقها. ستستمر مسيرة النهضة في بلادنا، بإذن الله، بوجود قيادة حكيمةٍ وشعبٍ حيٍّ قادرٍ على العطاء والإنجاز. وحيثما نكون، ستنمو زهور الاعتزاز بالإسلام الحنيف، وحيث نسير، ستُشرق شموس العروبة، وحيث تمتد أيدينا، سيكون الخير لأمتنا وشعوبها. هذا قَدَرُنا أن نكون واجهةً حضاريةً لأمتنا، وأن تكون بلادنا كعبةً للمضيوم، وحصناً لرافعي رايات التقدم والحضارة، وسماءً تُظلل بالحب والاحترام شعوب أمتنا المتعطشة لنهضةٍ وإنجازٍ ووحدةٍ. أبارك لأمتينا العربية والإسلامية نجاح تنظيم المونديال الذي تشرفت قطر الحبيبة بتمثيلهما فيه. وأبارك لبلادنا وجود قائد حكيم استطاع توجيه سفينة الإنجاز الكبير وسط بحر تتلاطم فيه أمواج الأكاذيب والدعاوى المُضللة، حتى وصلت إلى موانئ المجد، ورفعت رايات بلادنا والإسلام والعروبة خفاقةً في سماء الدنيا. كلمة أخيرة: سلامُ محبةٍ لقطر الحبيبة، وتحية احترام وتقدير لسمو الأمير، وشعبنا، وشكرٌ وامتنانٌ لشعوب أمتنا في كل ديار العروبة والإسلام.