14 سبتمبر 2025
تسجيللهذا العيد الوطني إحساس مختلف عن كل عام مضى، فقد كان يوماً للإنتصار على الحصار المستمر منذ ستة أشهر بل والانتصارعلى دول الحصار أيضا. فمنذ بداية الحصار المفروض على دولة قطر منذ شهر يونيو الماضي ودولة قطر لم تستكن ولم تهدأ في البناء للمستقبل والحاضر، للشعب القطري والمقيمين على أرض قطر، فقطر تمضي قُدماً غير عابئة بالمهاترات الصبيانية والمراهقة السياسية التي تنتهجها بعض الدول التي في نهاية المطاف أضرت نفسها وأضرت صورتها وأصابها الضرر بشكل لا يمكن اصلاحه ولا حتى احتواءه. طيلة الأشهر الماضية حاولت دول الحصار التلاعب بالعملة القطرية والإضرار بالاقتصاد القطري، ناهيك عن محاولات أخرى لشق الصف القطري، كل تلك المحاولات لم تبوء بالفشل فحسب، بل زادت من عزيمة وثبات الشعب القطري وأثبتت تلاحم الشعب القطري وصموده مع القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله. شعار هذا العام لليوم الوطني "أبشروا بالعز والخير" وفعلاً منذ بدء الحصار الذي ينطبق عليه القول "رُب ضارة نافعة" لم نر ونلمس إلا عزاً وخيراً فقطر بعد الحصار ليست كقبله، وبالتأكيد لن نعود الى مرحلة ما قبل الحصار فقد أكدت قطر على استقلاليتها اقتصادياً وسياسياً، واستطاعت تحقيق انجازات عديدة ما بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر وكسبت دولة قطر المعركة الأخلاقية في هذه الأزمة كونها دولة تشغل نفسها ببناء مستقبلها ووطنها، على عكس دول الحصار الذين انشغلوا وأرهقوا أنفسهم بمحاولة هدم وتخريب دول غيرهم بكل الطرق الملتوية واللاشرعية فخابت مساعيهم. استفادت قطر من الحصار من خلال الاسراع في البدء في المشاريع والصناعات الوطنية، وايجاد تحالفات دولية جديدة وتعزيز تحالفات أخرى قائمة، وبالرغم من كل تبعات الحصار إلا أن دولة قطر أثبتت انها ثابتة على مبادئها كافة وملتزمة بتعهداتها الدولية كونها لاعبا فعالا في المجتمع الدولي، وأثبتت قطر رزانتها وثقلها السياسيين في وقت تتصرف فيه بعض القيادات في المنطقة بتهور غير مسبوق تدفع ثمنه المنطقة التي أصبحت حقل تجارب لهؤلاء. إن المستقبل الذي ينتظر دولة قطر مليء بالتحديات، لكنه أيضا مليء بالفرص، أهمها أن قطر أثبتت جدارتها في إدارة الأزمات فالضرر تحول الى نفع، والأزمات تحولت الى فرص بدأت منذ يونيو الماضي ولن تنتهي. المؤكد أن قطر ينتظرها مستقبل اكثر ازدهاراً بسواعد ابنائه والمقيمين المخلصين والقيادة الحكيمة متمثلة بسمو الأمير حفظه الله، فنعم القول ونعم الفعل حينما قال سموه "أبشروا بالعز والخير".