13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا صحافة بدون حرية

20 ديسمبر 2015

لا يُخفى على أحد بأن دور الصحافة كبير في نشر الوعي وفي تشخيص الأخطاء وفي معرفة الرأي العام، وهي تعكس تطلعات وهموم وشجون المجتمع وهي كما نعلم السلطة الرابعة، كذلك لا يخفى على أحد بأن الصحافة في العالم العربي حكومية المنشأ والهوى فرئتيها تتنفس هواها وهي قد تكون معذورة في ذلك فمن أسهل الأشياء في عالمنا العربي هو إغلاق هذه المؤسسة الصحفية أو تلك في ظل وأد الحرية وحجر الآراء المختلفة وأنا اقصد حتى الحرية المنضبطة منها التي تُراعي مصلحة الوطن والمواطن وتبتعد عن الشخصنة وتصفية الحسابات ونشر الفوضى المجتمعية؟؟ ونحن نعلم إذا ما حاولت الصحافة أن تتنفس هواء آخر أو تُغرد خارج السرب الحكومي فالتهم كثيرة لها أول وليس لها آخر منها مثلا إثارة الرأي العام والقلاقل والفتنة إلى آخره من تلك المبررات التي تُساق عندما تغلق الصحيفة؟! وفي بعض الدول العربية لا تمانع الحكومات بهامش من الحرية وقد يكون في ذلك خير كثير لمعالجة أخطاء أو قوانين أو احتياجات المواطنين أو أفكار تعود على الدولة ومؤسساتها المختلفة بالخير الكثير كما أسلفت، ولكن تجد القائمين على الجرائد لديهم أكثر من مقص الرقيب وقد يصاب من يكتب بالصحافة بالحيرة والدهشة فمرات يُنشر لك مقال جريء في الطرح ويصور الواقع بحذافيره ويصوب المنظار على الخطأ مباشرة ومرات يُحجب مقال ليس فيه من ذلك شيء فتجد الكاتب يحوم حول الحمى يكتب مقال مرقع من أجل أن يساير الواقع الصحفي ويراوغ لكي يتجنب الحاجز النفسي الذي زُرع بداخله؟! فهو يرى الخطوط الحمراء كلما اتجه بفكرته فهي تجارية أينما ذهب ومن جهه يُداري مصلحة الجريدة ورئيس تحريرها من المساءلة أو فقدان منصبه، ومن جهه أُخرى يريد أن يوصل فكرته إلى بر الأمان بطرق غير ملتوية؟؟ وأحياناً قد يفرض الواقع الذي نعيشه أن تُجاريه وأي شيء تكتبه عن غير ذلك يكون مُستهجنا فلا أحد يريد أن يظهر حقيقة الواقع وإبراز صورته الحقيقيه للسادة المسؤولين لكي يتلافوا الأخطاء في المستقبل، ولا يُنقص هذا الشيء من قدر أحد فبالعكس يكون عاملا مساعدا لهم ونحن نرى في آراء البعض عبر قنوات التواصل على مبدأ خالف تُعرف يسوقها البعض من أجل أهداف شخصية يحقق من خلالها مصالِحه وغير ذلك فلا نعلم بنوايا الناس التي يعلمها رب العالمين؟؟ وكان صبر الحكومات عليها طويل ولم يتم ملاحقة أحد منهم وهذه الآراء من رابع المستحيلات أن تُنشر عبر الصحافة المحلية وربما لو نشرت لأصابت رئيس التحرير بأزمة قلبية لا سمح الله!! وقد نستنتج من الآراء التي نراها عبر قنوات التواصل رغبة الحكومة بمزيد من الحرية وإيمانها بذلك النهج وإنها لا تحجبها وخاصة العفوية التي ليس لها دوافع سياسية أو تعطل مصالح البلاد والعباد وتفسد حياة الناس عليهم وكتبت بحسن نية. وآخر الكلام رغبة سمو الأمير بمعرفة الآراء المختلفة وإيمانه الشديد بالحرية المنضبطة في إطار الصالح العام وثقته في أبناء الوطن المخلصين بأنهم لا يكتبون إلا من أجل المصالح العليا للوطن وهو الدافع للاستمرار في الكتابة.. كما لدماثة أخلاق بعض رؤساء الصحف القطرية دافع آخر كما لابد أن نعلم بأن صحافة بدون حرية لا تستحق إلا أن يؤكل عليها ويمسح بها زجاج السيارات في المغاسل؟؟؟