15 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الرغم من اختلاف المسميات، إلا أن العلاقة هي ذاتها، أي تلك التي تفوح منها رائحة المهنية، وتقوم على ظهرها كل المهام، وتحتاج إلى تواصل سوي يخلو من تعجرف المعاملة وقسوتها؛ كي يسير العمل بخطوات سليمة، ويتوجه نحو الأفضل؛ ليقدم وفي النهاية أجود ما لديه، والحديث عن (الزمالة المهنية)، التي تجمع جملة من الأفراد ضمن قالب مهني يفرض عليهم التواصل، الذي قد يجد من سيقبل به، ومن لن يفعل، خاصة وأن التواصل المفروض والذي يُعرف بـ (الزمالة المهنية) لا يجد صداه لدى بعض الأفراد، ولعله ما يكون بفضل النتائج التي تنجبها هذه العلاقة، وتظهر بامتدادها، وتحديداً بعد (تغيب المسميات والألقاب)، الذي يقلص المسافات بدوره؛ ليصبح الغريب قريباً، لدرجة لا تُقبل؛ بسبب الخلافات التي تُهدد راحة البال، ويمكن بأن تعبث بحياة المرء منا، ولأن الأمر يمكن بأن يصل بنا لمراحل صعبة جداً، قد نقف فيها ونستوقف كل شيء؛ كي نُراجع كل ما قد بدر منا، ونحاول التركيز على الأسباب التي وصلت بنا إلى تلك النقطة، التي تشهد شتات الأفكار وتبعثرها، فلقد حاولنا التفكير وبصوت واحد بوقع هذه النقطة التي ومن الممكن بأن نصل إليها دون أن ندرك الكيفية التي أدت إلى ذلك، ولكننا ندرك بأنها تزعجنا بالفعل، ونرغب بأن نتطرق إليها من خلال صفحة الزاوية الثالثة، التي تهتم بتغطية هذا الجانب من حياتنا، ويسرها بأن تفعل هذه المرة كما تفعل كل مرة، ولكن ومن قبل خوض هذا الموضوع توجب علينا ذكر التالي أيها الأحبة: الصداقة حاجة ملحة في حياة أي إنسان طبيعي، ومن الطبيعي بأن تنجم تلك الصداقة عن علاقات مختلفة قد تكون المهنية أهمها بل وعلى رأسها، وذلك لأن الإنسان وحتى يبلغ مرحلة العمل سيكون أكثر وعياً، نضجاً، بل وقدرة على مواجهة الحياة وتمييز خيرها من شرها، وبالتالي فإنه الأقدر على تحديد ما إذا كانت تلك الزمالة تستحق بأن تصل إلى مرحلة الصداقة التي تدوم للإنسان وتظل معه إلى أن يشاء الله غير ذلك، كما أنه الأقدر على التحكم بمدى تعمق تلك العلاقة، التي ومن الممكن بأن تتوقف عند حد ما، يدرك بأنه لا يستطيع الاستمرار من بعده دون أن يتمكن غيره من تحديد ذلك بل والتدخل فيه، خاصة وأنه شأنه الخاص الذي لا يحق لأي أحد بالتطفل عليه، بشكلٍ يُجبره على فعل ما لا يريده دون أن يتمكن من ردع الآخر من إجباره على ذلك.من همسات الزاويةحياتك هي مساحتك الخاصة بك، وما يخصك هو ما يخصك ولا يستحق منك سوى التمسك به، المحافظة عليه؛ لإدارته وبشكل جيد يليق بك؛ لذا فإن المسميات لن تحدد لك ما يجدر بأن يكون، ولكن ما تشعر به، ترغبه، وتريده ومن أعماقك هو ما يستحق منك ذلك، وبما أن العلاقات التي تعيش من أجلها وبها، تكون ضمن تلك المساحة الخاصة جداً، والتي تدرك تماماً ما تعينه لك بمجرد أن تشعر بما يجذبك للآخر من صفات، وسمات أخلاقية لا يراها سواك، ولا يدركها غيرك، فلا تلتفت لرأي غيرك، ويكفي بأن تتمسك برأيك وحدك، ولكن دون أن تنجرف بعيداً عن جادة الصواب؛ لتعلن انفلات قدرتك على التحكم بشؤونك الخاصة، بل جاهد حيث أنت، وتذكر بأن ما يعنيه لك الآخر هو ما يعنيه لك وإن لم يدركه غيرك. وأخيراً لك مني هذه الكلمات: ما يُؤخذ منك هو ما تسمح له بأن يخرج منك؛ ليصبح لغيرك.