17 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وتركيا.. تعاون الرواد

20 ديسمبر 2014

تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لترسم تاريخا جديدا لعلاقات قطر الخارجية، بعقد اتفاقيات مع الجمهورية التركية، مجسدا رؤية ثاقبة لمستقبل قطر المشرق.قطر وتركيا قطبا العالم العربي والإسلامي، وقطبا الريادة الاقتصادية، فقطر حققت المركز الأول في 15 مؤشرا دوليا وهي الأعلى في دخل الفرد، والأولى في الشفافية والنمو الاقتصادي، كما أن تركيا تمثل نمرا اقتصاديا واعدا فقد تضاعف دخل الفرد ثلاث مرات، واحتلت المركز الثاني في الدول الأسرع نموا بعد الصين.وجسدت قطر وتركيا سياسة إقليمية ودولية مستقلة في ظل صراع القوى الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط وتتنازعها قوى دولية ومجموعات عسكرية عميلة لها، أغرقت الوطن العربي في بحار من الدماء لأجل الاستمرار في قهر الشعوب العربية المغلوبة على أمرها.لقد انفردت قطر بسياسة إقليمية ودولية مستقلة قائمة على الانحياز للحق والعدل امتثالا لتعاليم الإسلام وقيم العروبة واتباعا لقول المؤسس رحمه الله "عاملت أنا بالصدق والنصح والنقا"، وما زالت تترسم هذه السياسة التي أكسبتها ثقلا وسمعة دولية كبيرة، وصارت محط أنظار العالم، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية.وتتويجا لهذه السياسة المتوازنة يأتي توقيع صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، على اتفاق مشترك يتعلق بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين دولة قطر وجمهورية تركيا، تتولى التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات، وكذلك التوقيع على اتفاقية للتعاون في المجالات الدفاعية بين دولة قطر وجمهورية تركيا؛ ليضع العلاقات بين البلدين الشقيقين قريبا من الوحدة الكاملة والمرتقبة.لا شك أن قطر وتركيا تجمعهما رؤية موحدة حول كثير من القضايا على الساحة العربية والإقليمية، كما تجمعهما مؤسسية نحو اقتصاد ناهض يعتمد التنمية الشاملة، وقد تضاعف حجم التبادل التجاري 50 ضعفا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في 2001، لذا فإن التوقيع على تأسيس مجلس أعلى للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، يدفع العلاقات القطرية — التركية إلى مستوى جديد من التعاون والتنسيق والتشاور باتجاه "العمل المؤسسي".إن الشعبين القطري والتركي يتطلعان إلى تفعيل لمجلس التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات، بما يعود على الأمتين العربية والإسلامية بمزيد من الوحدة والرفاهية، ولتقدم الدولتان مثلا يحتذى في الوحدة بين النمور الاقتصادية الواعدة في عالمنا الإسلامي.