17 سبتمبر 2025
تسجيلأمسِ الأولِ، لم تكن احتفالاتنا باليوم الوطني مقصورةً على العروضِ العسكريةِ والـمَسيراتِ الشعبيةِ والفعالياتِ الـمُختلفةِ، ولكنها امتدتْ إلى مسيراتٍ حاشدةٍ للمشاعرِ في قلوبنا، عندما انضمَّ سموُّ الأمير الوالد، وحضرةُ صاحبِ السموِّ الأمير الـمُفدى إلى الجماهير التي احتشدتْ في كورنيش الدوحة، في خطوةٍ تعكسُ مدى الألفةِ والـمَحبةِ التي تربطُ القيادةَ بشعبِـها، والتواضعَ الكبيرَ في نَفْـسَـيِّ سُـمُـوَّيهما، والأخلاقَ الرفيعةَ التي نُـشِّـيءَ عليها سموُّ الأميرِ الـمُفدى في كَنَـفِ والده، حفظهما الله. لنتحدث، كإعلاميين وكُتَّـابٍ، عن الجانب الرياضي في مسيرةِ النهضةِ الشاملةِ، ونقولُ "إنَّ جميعَ الأسسِ السليمةِ لقيامِ حركةٍ رياضيةٍ واعدةٍ قد تَـمَّ وَضْـعُها، ووُفِّـرَتْ لها جميعُ الإمكاناتِ من دَعْـمِ القيادةِ الحكيمةِ، والمنشآتِ الرياضيةِ، والـمَقَـرَّاتِ الضخمةِ للأنديةِ، والـموازناتِ الكبيرةِ، وصولاً إلى المنشآتِ الأكاديميةِ الرياضيةِ التي باتت معالِـمَ حضاريةً وتربويةً وتعليميةً". إذن.. قامت الدولة بدورها كجهةٍ رسميةٍ، وآنَ الأوانُ لنقومَ، رياضيين وإعلاميين وتربويين ومواطنين، بدورنا.. وهنا، نواجهُ مشكلةً في تعريفِ دورنا، وتحديدِ أبعاده، وتوضيحِ الآليةِ الـمناسبةِ للقيام به، فما زالَ الكثيرون يعتقدون أنَّ التقدُّمَ في المجالِ الرياضيِّ مرهونٌ بقراراتٍ من الاتحاداتِ الرياضيةِ، وهم مخطئونَ في اعتقادهم، لأنَّ الأمرَ يرتبطُ بنا نحن، وبالقراراتِ الذاتيةِ التي نَـتَّـخِـذُها. حديثنا مُوَجَّـهٌ إلى وزارةِ الشبابِ والـمجلسِ الأعلى للتعليم، كجهتين تحتكانِ بصورةٍ مُباشِـرَةٍ بالناشئةِ والشباب، فهما مُطالَـبَـتانِ بالقيام بمَـهامِـهِـما في زَرْعِ الأخلاقِ القويمةِ، والمفاهيمِ الـمُستندةِ إلى الرياضةِ كأداةٍ تربويةٍ تعليميةٍ، وليس القيامُ بالوظائفِ الرسميةِ الـمُـحَدَّدَةِ في النظامِ الداخلي لهما. ومُوَجَّـهٌ إلى الأنديةِ الرياضيةِ التي خرجتْ عن دورها في إعدادِ وتأهيلِ اللاعبِ الـمواطنِ، لتتجهَ إلى البحثِ عن فوزٍ بمباراةٍ أو منافسةٍ على بطولةٍ، ففشلَ معظمُها، وانعكسَ الفشلُ على كرتنا القطريةِ وحضورِها الإقليميِّ والقاريِّ والدوليِّ. ونوجِّهُـهُ إلى قطاعنا الخاصِ الذي لم يساهم، حتى يومنا، كما يجب في دَعْـمِ الحركةِ الرياضيةِ، لأنَّ كثيراً من التجارِ ورجالِ الأعمالِ لم تتضح لهم العلاقةُ بين الرياضةِ وازديادِ وتيرة النشاط الاقتصادي. وأخيراً.. نُوَجِّـهُـهُ إلى أنفسنا، كمواطنين، ليستمرَّ كلٌّ منا بواجبِـهِ ودورِهِ في مجالِ نشاطِهِ وخبراتِـهِ وعملِـهِ، خاصةً أنَّ قدرةِ الإنسانِ القطريِّ على الإبداعِ صارتْ الركيزةَ الرئيسةَ في نهضتنا. نحن جميعاً مُطالَبونَ بأداءِ دورٍ في مسيرة النهضة لتحقيقِ الرؤى والسيرِ ببلادنا نحو المستقبل.