10 سبتمبر 2025

تسجيل

فرص التعليم سهلة فلا تضيعوها

20 ديسمبر 2011

الكثيرون ممن يُسبغون على أنفسهم صفة التَربويين يَنشطون في المواسم الدراسية ونراهم عبر وسائل الإعلام المختلفة يتكلمون عن التعليم في قطر ويخوضون في دهاليزه المختلفة وفي صحاريه الشاسعة، فقد تكون مقفرة أو قاحلة وقد تجد الطريق الذي سلكته أو قد تتوه فيه ويقتلك الجوع والعطش ولا نعلم هل ذلك من باب الحرص على التعليم في قطر والارتقاء به ونحن نحسبه كذلك؟؟ وألا تذهب هذه الإمكانيات التي سخرتها الدولة للتعليم، والتي قد لا تتوافر في أي بلد عربي أو غيره سُدى وإنه أمانة في أعناق من وكِل لهم ذلك، أم الموضوع هو أهداف تسويقية أو التسلق على أكتاف التعليم من أجل الحصول على المناصب التي للأسف الشديد هي الشغل الشاغل للكثيرين في هذا الزمان، خاصة ونحن نعلم في العالم العربي إن كثيراً من المناصب التي قد تُسند للبعض ليس من مبدأ أن هذا الشخص أو ذاك يملك الإمكانيات المختلفة التي تؤهله لهذا المنصب أو ذاك إنما يخضع لقانون الأمزجة والإعجاب أو يملك إجادة الدور التمثيلي!! والأسلوب الأمثل لذلك إنه حريص على التعليم وربما يربط ذلك بالدين الذي يحث على ذلك وكل يوم يخرج علينا بفكرة ويعرف من أين تؤكل الكتف جيداً؟؟!! ونحن نعلم أن الدولة من ضمن أهدافها السامية أن يكون للقطري تعليم متطور وبيئة تعليمية توحي بالإبداع والتميُّز بل لكل أبناء العرب المقيمين في قطر وغيرهم وهذا يُحسب لحرم سمو الأمير فبرغم كل هذا لم يقدم أحد من التربويين حلولا عملية، إلا أنك تلاحظ ضعفا شديدا في توصيل المعلومة وانقطاع الإرسال بين المُرسل والمستقبل وهناك تشويش شديد، فمازال اعتماد الكثير من الطلاب على حقن الدروس الخصوصية التي تُحقن في المنازل؟؟ فهذه الظاهرة اللافتة للنظر أو المرض العضال أو العلة التي أعيت من يداويها فهل المشكلة في الطالب الذي للأسف أول ما يدخل المرحلة الثانوية لا يفكر في مستقبله بل في امتلاك السيارة والتسكع بها إلى ما بعد منتصف الليل فهي الشغل الشاغل له؟؟ وساعده على ذلك وجود آباء وأمهات ليس لديهم نظرة مستقبلية صائبة لأبنائهم أو مشغولون عنهم في أمور ليست أهم من مستقبل أبنائهم مما يتسبب في هبوط مستواهم الدراسي وتحصيلهم إلى الحضيض!! لدرجة أنه في نهاية الثانوية يكون مجموعه ضعيفا جداً لا تَقبله أي جامعة عدا بعض المعاهد في الخارج يدرس فيها على حسابه الخاص وعندما ينهي الدراسة يستخدم ضده مُضيّع الحقوق حق النقد الفيتو الذي يحظر معادله شهادته ولا تصلح إلا أن يسلقها ويعمل عليها شوربة، كما لحياة الترف دور كبير والطلب المُجاب ومن الجانب الآخر البعض من المدرسين لا يملكون الأسلوب المناسب الذي يستطيع من خلاله أن يجذب الطالب إليه مما يسهل عليه توصيل المعلومة التي ترسخ في ذهنه، وأكثر المدرسين ربما يكونون متعبين بسبب الدروس الخصوصية وأصبح المدرس كقارئ عداد الكهرباء والماء أيام زمان من بيت إلى بيت يحقن هؤلاء الباحثين عن الطرق الأسهل للنجاح الذين سوف يندمون لاحقاً على عدم اقتناصهم هذه الفرص السهلة للتعليم الذي يحلم الكثيرون ببعض منها، فهي بدون مقابل!! وبما أنني من غير المتخصصين بالتعليم وربما قد يكون تشخيصي لهذه العلة تشخيصا خاطئا كتشخيص بعض المستشفيات عندنا واصرف دواء خاطئا أو أدلي بدلوي في هذا الموضوع بحبل مقطوع مسبقا إلا أنه يبقى هذا رأياً متواضعاً، وآخر الكلام يعاني الكثيرون من طلابنا من رداءة الخط وعدم إجادة كتابة الإملاء فهذه المشكلة قديمة منذ زمن ولكن مازالت بدون حل؟؟ كما الحجة القديمة قلة المردود المادي من التدريس قد انتهت بعد الزيادة في الرواتب حتى فاقت الستة والستين ألف ريال، كما نقول للطلاب هذه المنشآت التعليمية العالمية التي فيها خبرات عالمية ذات مكانة رفيعة، والتي ترونها، والتي كلفت أموالاً الله وحده بها عليم، قد تعجز باقي الدول عن توفيرها لمواطنيها وّفرَتها الدولة لكم.. والسؤال هل هي لسكان المريخ مثلاً أم لكم؟؟ فكونوا على قدر المسؤولية وبادروا الدولة هذه النظرة الطموح وأعطوا الوقت الكافي للدراسة وليس جُله للعم بيري ومجموعته وأن تُسخروا التكنولوجيا إيجاباً وليس سلباً....... [email protected]