29 أكتوبر 2025

تسجيل

بدأت بسيطة ولكن

20 ديسمبر 2011

تنتابك الدهشة وتتناوب عليك حين تمنح نفسك فرصة صادقة لترى ما حولك، أو ما تملكه منه، وهو ذاك الذي تشغل نفسك عنه كل الوقت؛ لتنشغل بغيره، وتصرف انتباهك نحوه، فتنصرف في اتجاه آخر غير ما يحتاج اهتمامك وتركيزك، في حين أنه أي ذاك الذي تنشغل عنه دوماً هو ما يحمل لك كل الإجابات التي ستوفر عليك الكثير من الجهد والوقت والتفكير. ويبقى السؤال: لم تفعل ويفعل الكثير منا ذلك؟! إن بريق الأشياء التي تعيش من حولنا هو ما يقرر مدى اهتمامنا بها، وهو ما ينطبق مع الكثير منا، ولكنه لا يشملنا جميعاً، إذ يختلف اهتمامنا ببريق الأشياء، فما يجذب البعض ببريقه قد لا يفعل مع الآخرين، وعليه نجد أننا نختلف بتوجهاتنا، ورغباتنا، وإن كنا نملك نفس المعطيات التي قد نتشارك بها منذ البداية. هناك الكثير من الأمور البسيطة التي يقوم بها أشخاص بسطاء جداً في حياتهم، ولكنهم وبرغم ما يتمتعون به من تلك البساطة، التي لا تمت للتكلف بصلة، إلا أن انتاجهم وإن كان على شاكلتهم (بسيطاً)، فإنه يمر بمراحل تكوينه الغريبة، وينتهي به الأمر؛ ليخرج عظيماً، وهو ما نستغرب ونتعجب منه، ولكننا نتقبله لاحقاً، لسبب هو أنه ما وُجد بيننا ونعرفه منذ زمن بعيد بـ Simple but Great أي كل ما يبدأ بسيطاً ويتكون على يد أبسط الخلق، وبأبسط المعطيات، لكنه يخرج عظيماً، ويترك أثراً أعظم منه، لدرجة أننا لا ننساه أبداً، فهو ما يترك بصمة تاريخية على جبين الأيام، فنتذكره دون أن ننسى. لاشك أن ما ذُكر بغرة هذا المقال اليوم يمكن أن نأخذه ونقيس به الأمور وما يجري منها من حولنا؛ لنكتشف أي تلك الأشياء بدأت بسيطة وانتهت عظيمة. بالنسبة لي، فلقد فعلت، واكتشفت أن من تلك الأمور فصلاً يضم شخصيات بسيطة ظهرت في حياتي، ولكنها تركت أثراً عظيماً، فكانت Simple ولكن ما تركته في داخلي كان Great لدرجة أني حتى هذه اللحظة مازلت أذكر تلك الشخصيات تماماً، رغم كل هذا الوقت الذي مر، والحقيقة أن الأمر يُسعدني، (نعم) يُسعدني أن أتذكر كل بسيط خرج بعظيم تركه ليتباهى به الزمن بين الحين والآخر، ولعلها لحظة الجزاء فهي كلمات شكر أتوجه بها لكل من علمني وغرس بداخلي أبسط الأمور التي صرت أراها عظيمة والفضل لله أولاً ولهم ثانياً، وإن كان الأمر يتحمل ذكر الأسماء، لفعلت ولتطلب مني ذلك الكتابة على كل صفحات صحيفتنا الحبيبة (الشرق) لكثرة عددهم، ولمعرفتي بأنهم يستحقون كلمة الشكر هذه لتكون، وإن طلت الآن؛ لذا سأختصر الأمر، وسأذكر غرة القائمة التي تبدأ بـ (أمي وأبي)، وسأوجه عظيم شكري إليهما، عن كل ما حصلت عليه منهما، فخرجت في نهاية المطاف بي وبكل ما أحمله وما أنا عليه، فـ (شكـراً أمي، وشكراً أبي). لقد حاولت ضبط حروفي، ولكنها ظلت تجري هنا وهناك؛ بحثاً عن حقها من الكتابة، فهي تريد ذكر بعض الأسماء التي بلاشك تستحق كل الشكر مني؛ لذا فلقد وعدت بأن أفعل، ولكن ليس الآن؛ لأني أسعى إلى تقديم اقتراح جميل جداً يُنعش القلب، ويجدد الحب الذي نحمله لغيرنا في قلوبنا الصغيرة والتي تخرج بعظيم المشاعر دوماً، وهو أن نفر إلى أقرب ورقة نجدها أمامنا، ونتبع ذلك بالبحث عن قلم؛ ليرافق الورقة برحلة كتابة أسماء (كل الأشخاص) الذين تمتعوا ببساطة تركت في النفس أثراً عظيماً، فخرجت بكل عظيم تفخر به. عزيزي القارئ: اكتب الأسماء، واذكر كل ما قدمه لك كل واحد منهم، ثم دون وسيلة الاتصال به؛ كي تتواصل معه في أقرب فرصة ممكنة لشكره، فكما هو الشكر واجبنا، فهو حق غيرنا كذلك. حقيقة ستخرج بكثير من الأسماء التي ستكتشف أنه يتوجب عليك شكرها، وإن فعل غيرك، فإنه بلاشك سيصل إليك؛ لتجد من يشكرك أيضاً لخير فعلته من أجله في يوم من الأيام.. بصراحة هناك الكثير لنفعله، ولكن في وقت لاحق إن شاء الله، وحتى حين، فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]