18 سبتمبر 2025
تسجيلفي عام 2010 وصف سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022 في زيورخ بأنه إنجاز رائع للعرب، كما صَرّح وقتها "نتمنى نجاح قطر في استضافة البطولة وأن يتجه إخواننا العرب من كل مكان إلى الدوحة لمشاهدة المباريات"، ومنذ ذلك الوقت بدأت تحديات قطر لتَحفر إنجازاتها في التاريخ وتُقّدم نسخة غير مسبوقة للمونديال، وهذا ما أكد عليه سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله في خطابه عندما عبر عن سعادته لاقتراب لحظة انطلاق المونديال، ووعد بنسخة مونديالية استثنائية في الوطن العربي، ولهو تأكيد على أن هذه الاستضافة وإن كانت باسم قطر وعلى أرض قطر إلاّ أنها لكل العرب والمنطقة العربية التي تستقبل جماهير المونديال من كل أقطار العالم. واليوم ستنطلق صافرة الحكم في أولى مباريات المونديال، والتي ستكون بين قطر والإكوادور، بعد حفل الانطلاق المُنتظر ونحنُ على ثقة بأنه سيُبهر العالم وسيبين لكل المشككين قدرة قطر على تنظيم احتفال مميز سيبرز التوافق بين التراث القطري والانفتاح العصري وسيدهش كل المتربصين والذين يبحثون عن ثغراتٍ ضد قطر ويتصيدون في الماء العِكر ويحاولون تسليط الضوء على سلبيات لا تُذكر متجاهلين كم الإيجابيات التي يرونها في البلد ونظامه وتطوره. وغير مستغرب من بعض القنوات التي لا نتشرف بوجودها في قطر تغطيات سلبية ولا تتوافق مع تحضيرات كأس العالم، وعوضاً عن التركيز على الفعاليات الرياضية واستعدادات الفرق المشاركة ومناطق المشجعين نجدهم يركزون على نقاط لا تفيد المتابعين ولا تنقل لهم الأحداث والفعاليات التي يتوقعون مشاهداتها، وللأسف أن هذه صورة من الصحف والقنوات الصفراء التي لا تتبع المصداقية والشفافية في رسالتها الإعلامية!. وأكثر ما أسعد الشعب القطري هو قرار منع بيع الكحول في الملاعب وتحديد أماكن بيعها ووقتها، وإيقاف الموسيقى وقت الأذان وهو ما يثبت تمّسك قطر بتعاليمها الإسلامية، وأنها لا تسمح بالإملاءات الخارجية، وأنها تنظم الفعاليات العالمية بالمعايير الإسلامية وفقاً لهويتها، وأننا كما نحترم عادات وقوانين تلك البلدان التي نسافر إليها فعلى ضيوف المونديال احترام قوانين البلد وعاداته الإسلامية، وإن كان هامش الحرية الشخصية متوافراً ومسموحاً ولكن ضمن الأدب والأخلاقيات العامة، وهذا يُحسب لقطر ويثبت سيادتها واستقلاليتها في سن قوانينها الداخلية. اليوم كلنا يعيش فرحة لا حدود لها، ونشعر بالفخر والامتنان لوصولنا هذه اللحظة والدولة في أبهى حلتها من العمران والطرقات والفنادق والمرافق العامة والمواصلات والتنظيم الواضح لحركات الدخول والخروج من الملاعب، اليوم نحمد الله على الأمن والأمان الذي نحظى به، وندعو الله أن يتممه علينا بفضل قيادتنا الرشيدة والأجهزة الأمنية التي لا تهدأ ولا تنام في سبيل توفير الحماية لكل الشعب القطري وضيوف البلد ليتمتعوا بأجواء حماسية وليستمتعوا بالتعرف على قطر وأماكنها السياحية الخلابة، وندعو بالرحمة على كل من عمل خلال السنوات الماضية وتوفاه الله قبل أن يشهد هذا الإنجاز العظيم لدولة قطر. تحققت أمنية سمو الأمير الوالد حفظه الله، ووعد ووفى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد قائدنا في تحقيق حلم كل قطري وعربي باستضافة مونديال كأس العالم وها نحنُ نعيش أجواء مونديالية سيذكرها الصغار وتتناقلها الأجيال وستظل مُخلّدة في الذاكرة الرياضية.