17 سبتمبر 2025

تسجيل

برغم حملة الافتراءات.. قطر تحوّل الحلم إلى حقيقة

20 نوفمبر 2022

أخيراً تنطلق اليوم في دولة قطر مباريات كأس العالم 22- بمشاركة 32 منتخباً. ما يُدخل قطر التاريخ من بابه العريض بكونها أول دولة خليجية-عربية-شرق أوسطية-مسلمة في تاريخ فيفا لكأس العالم. في انجاز يضع قطر على خريطة استضافة ليس أكبر البطولات الرياضية الكبرى، بل في تنظيم فعاليات ضخمة واستضافة ما قد يصل لمليون مشجع وزائر سيتعرفون على قطر والثقافة العربية والإسلامية وتنشيط التجارة والاستثمار والسياحة.. ويعزز ما يعرف ب-Qatar-Brandingوهذا انجاز لا يقدر بثمن. منذ كأس العالم 1930 في أوروغواي- استضافت 17 دولة بطولة كأس العالم. 8 دول فازت بالكأس حلم الملايين. قطر الدولة 18 التي تستضيف كأس العالم... زرت قطر في عطلة نهاية الأسبوع وأكتب هذا المقال من الدوحة التي تبدو في أوج تألقها واستعداداتها لاستضافة أهم حدث رياضي عالمي. تبدو الملاعب الرياضية في أبهى حلتها وشوارع الدوحة تزدان بأعلام المنتخبات المشاركة في البطولة. ويبدو استاد لوسيل العملاق كسفينة ذهبية بقدرة استيعابية 80 ألف متفرج، سيستضيف مباراة بطولة كأس العالم 18 ديسمبر- ليكون أكبر استاد رياضي في دول مجلس التعاون الخليجي. يستضيف الفندق الذي أقيم فيه في الدوحة حكّام مباريات كأس العالم 32 منتخباً سيتنافسون على مدى 4 أسابيع من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022- الذي يصادف يوم قطر الوطني.. في حفل تاريخي ستتذكره الأجيال القادمة والعرب والمسلمون... قطر تحقق الحلم برغم حملة الافتراءات والعنصرية من دول غربية وبعض مسؤوليها وإعلامها باستهداف ممجوج وعنصري غير مسبوق من التطاول والتشهير لدرجة الابتزاز. في استعراض واضح يفضح نفاق وازدواجية المعايير. وهذا معيب بحق دولة طموحة تثبت أنه لا حدود للإنجازات الخليجية برغم الصعوبات. استضافت دبي اكسبو 2020 والسعودية قمما عربية وإسلامية ومؤتمرات استثمار عالمية- ودورها في أمن الطاقة. كذلك تؤكد قطر نجاحها باستضافة مؤتمرات مصالحة ووساطات ناجحة، وكذلك بطولات قارية وعالمية وأبرزها كأس العالم، الذي سيكون محط أنظار العالم على مدى شهر. مجمل ذلك كله، يؤكد ما أكرره منذ عقد بعد تراجع مكانة ودور الدول المركزية العربية وتقدم وصعود دول مجلس التعاون الخليجي- أُطلق على هذه المرحلة "حقبة مجلس التعاون الخليجي" التي تقود النظام العربي. وتثبت أنه إذا توافرت الإمكانيات والقدرات والقرار السياسي والتخطيط فيمكن تحقيق إنجازات غير مسبوقة. وهذا ما يتحقق أمام أعيننا وأعين العرب والعالم بأسره. في 29 أكتوبر دونت في زاويتي هذه في الشرق مقالاً بعنوان "استضافة قطر كأس العالم يفضح حملة افتراءات وعنصرية الغرب"-أشرت في المقال: "تعلم قطر أنها بمجرد استضافة كأس العالم ستتعرض لحملة عداء وتطاول، وافتراءات للنيل من مكانتها، وستفتج ملفات حقوق الإنسان وحق المثليين وحتى أزمة المناخ... (وللأسف هذا ما يحدث).. أعلن الأمير الوالد بعد نيل قطر استضافة كأس العالم عام 2010-" اليوم نحتفل وغداً نبدأ العمل". وشاركت وسائل الإعلام الغربية وخاصة البريطانية (وانضمت وسائل إعلام أمريكية- اخرها نيويورك تايمز وشبكة CNN بنشر مقالات وتغطية خاصة) تسلط الضوء على وضع العمالة الوافدة (التي ساهمت ببناء ملاعب كأس العالم والبنى التحتية في قطر-وكم عدد الوفيات؟ وتعقبتهم لتسلط الضوء على وضعهم المادي الصعب اليوم!). وفي سابقة وبرغم أن منتخب فرنسا بطل كأس العالم عام 2018 في روسيا، أظهرت صحيفة فرنسية رسما كاريكتيريا عنصريا لمنتخب قطر وربطته بالإرهاب! كذلك رفضت مدن فرنسية وبلجيكية وبرلين عاصمة ألمانيا- نصب شاشات عملاقة في "منطقة المشاهدين (Fan Zones) وسط ساحات مدنها الكبرى لنقل مباريات كأس العالم من قطر، كما جرت العادة! لكن وسط زحمة الافتراءات والتطاول الممنهج، ظهرت استثنائية من رئيس فرنسا ماكرون- طالب بالتركيز على الرياضة وعدم تسييسها. وكذلك ناشد وزير الخارجية البريطاني الجديد جيمس كلفرلي المشجعين البريطانيين "نفهم أن قطر دولة مسلمة ولديها نقطة انطلاق ثقافية مختلفة جداً عنا. وانه من المهم عندما تكون زائراً لبلد أن تحترم ثقافة الدولة المضيفة". وأكد رئيس فيفا أن "إقامة كأس العالم في الشرق الأوسط حدث استثنائي. وقطر ترحب بالجميع." ردت قطر بأسلوب لبق ومقنع على حملة الاستهداف والافتراءات-أبرزها تعليق نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن- في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، مطلع نوفمبر، "هناك الكثير من النفاق في الهجمات التي تُشنّ على قطر والدعوة غير الصائبة لمقاطعة كأس العالم...وأن هناك من لا يتقبّل فكرة أن تستضيف دولة صغيرة في الشرق الأوسط مثل هذا الحدث العالمي. وإن هذه الأسباب يُروّج لها من قبل عدد قليل جداً من الأشخاص، في 10 بلدان على الأكثر، وهي لا تمثل العالم على الإطلاق. وعبّر عن أسفه لهذه الدعوات، وأكد أن العالم يتطلّع لهذا الاحتفال. ونفذ أكثر من 97 % من تذاكر المباريات. يفضح حملة الافتراءات العنصرية الانتقائية ضد قطر ازدواجية معايير المسؤولين وإعلامهم الغربي. أين كانوا ولماذا صمتوا ولم نرى حملة افتراءات مماثلة ضد قطر؟ ولم يبد حرصهم على حقوق الانسان- وحق المثليين؟ وهو ما يرفضه ويندد بوتين به. ولماذا لم يحتجوا على استضافة روسيا كأس العالم 2018 لسجن المعارضة؟ وأين كان دعاتهم الحريصون على حقوق الإنسان والحريات عن انتقاد سجل جنوب أفريقيا استضافة كأس العالم عام 2010؟ واستضافة الصين الأولمبياد الصيفي عام 2008، التي استغلها بوتين لغزو مناطق في جمهورية جورجيا بنفس العام، ثم احتلاله شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014 (قبل غزوها عام 2022)-وأعقبها استضافة كأس العالم عام 2018؟! نقف مع قطر وكلنا أمل بنجاح قطر برغم نعيق الناعقين والمحبطين والمفترين. نجاح وتميز كأس العالم في قطر هو انتصار وإنجاز لنا جميعاً.. امضوا على بركة الله.