18 سبتمبر 2025
تسجيلأثبتت نتائج اجتماع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد مؤخرا في الرياض، قدرة مجلس التعاون على التوافق حتى في أشد اللحظات التاريخية صعوبة، وارتفعت فوق النظرات الضيقة واجتمعت كعادتها على ثوابتها التاريخية والإسلامية؛ دعما لتضامن عربي مستقبلي وحماية لمصالح الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.لقد بذل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، جهودا مشكورة، استجاب معها أصحاب السمو والجلالة في السعودية والإمارات والبحرين، وكان لحكمة وحنكة قيادة جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دور كبير في حماية المنظومة الخليجية في فترة عصيبة تمر بها المنطقة وأنقذتها من اسوأ أزمة مرت على مجلس التعاون خلال 33 سنة من عمره، وهو ما كان متوقعا من الشعوب العربية تجاه جلالة الملك حفظه الله، لخبرته وحبه لأمته ودينه.ولا شك أن عودة العلاقات الخليجية إلى طبيعتها، تمثل انطلاقة مهمة نحو تضامن عربي أوسع وأشمل، سيكون له أثر مباشر على جميع الشعوب العربية، ويعم خيره على قضايا الامة المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الأقصى في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل دون رادع دولي أو إقليمي، ولجم الآلة العسكرية الإسرائيلية.إن قطر قيادة وشعبا تسعى دائما إلى دعم منظومة العمل المشترك، ولقد بذل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، جهودا مضنية في شرح مواقفها، في دعم الشعوب العربية في العراق وسوريا ومصر، وثورات الربيع العربي بنظرة مستقبلية، تأخذ في الحسبان المصلحة العامة للشعوب والدول دون النظر الى المصالح الضيقة للنظم الحاكمة، ولم تبادر قطر إلى قطع العلاقات مع الأشقاء؛ لإيمانها العميق بأن ما يجمع أكثر بكثير مما يفرق.وإذا كانت قمة الرياض الخليجية وضعت مصالح الأمة العربية بأكملها نصب أعينها، يدفعها قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يضع الهموم العربية والإسلامية فى أولوياته القصوى، للارتقاء بالعمل العربي المشترك، في مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، فإن قمة الدوحة القادمة ينتظر منها أن تكون قاطرة التطبيع العربي — العربي، الذي تتوق إليه الشعوب العربية؛ دعما للإنسان العربي أينما وجد.