19 سبتمبر 2025

تسجيل

الصناعةُ الرياضيةُ ومستقبلُ وطنٍ

20 نوفمبر 2013

كما للبشرِ لغاتٌ، للدولِ لغاتٌ تتخاطب وتُـعَـبِّرُ عن نفسها بها، ولغة قطر الحبيبة هي إنسانُها الـمُـتَحَضِّرُ الـمُبدعُ، والإنجازاتُ، والنهضة الشاملة، والأمن، والاستقرار، والرفاه. الصناعةُ الرياضيةُ مجالٌ ضخمٌ يتصلُ وينعكسُ إيجاباً على الاقتصاد والتنمية الـمُجتمعية، وتتخطى نتائجه الحدود السياسية للدول. وهذا أمرٌ يجعلنا ننظر بتقدير كبير لمؤتمر (أسباير فور سبورت) الذي عُقِـدَ خلال الأيام الثلاثة الماضية، لأنه يدل على ثقةٍ بالقاعدة الاقتصادية والبشرية للدولة، ويشير إلى السعي لتوفير الأسس المساعدة على تحقيق رؤية القيادة الحكيمة لقطر ٢٠٣٠ م. وعندما نتحدث عن صناعة رياضية فإننا نتحدث عن استقرارٍ سياسي ومُجتمعي مُرتَبِـطَينِ بالدولة المدنية المنضبطة بدستورٍ وقوانينَ وحالةٍ حضاريةٍ اجتماعيةٍ تحترمُ الآخرَ وتقبلُ به، مما يجعل بلادَنا جاذبةً للاستثمارات الضخمةِ التي يبحث أصحابُها عن مَـوْطِـنٍ مستقرٍّ آمِـنٍ يُـوَجِّهونَها إليه. الجدير بالملاحظة، من خلال المؤتمر، أنَّ الفِـكْـرَ الاقتصاديَ القطريَّ تخطى مرحلة التجريب والتَّعَـلُّـمِ من الأخطاء، ووصل إلى مرحلةِ التأسيس الـمَبْنِـيِّ على قواعد وثوابت في العمل تضمن النجاحَ لأيِّ مشروعٍ ضخمٍ. فلم تكن الأطروحاتُ والرؤى محصورةً في جانبها الاحتفاليِّ الذي يتحدث عن الآمال، وإنما ناقشت الإمكانات وبحثت السُّبلَ الكفيلة بإنجاح الهدفِ النهائيِّ الـمُتَـمَثِّلِ في صيرورة بلادنا مركزاً للصناعة والتجارة الرياضيتين في الشرق الأوسط كله. ولعلَّ مما يثبتُ صحة ما ذهبنا إليه، أنَّ المشاركة لم تقتصر على الشركات وإنما شملت دولاً شاركت بشخصياتها الاعتبارية، وجميعنا يعلم أنَّ الدول تنطلق في مجال استثماراتها الخارجية من دراسات جَدوى مُـعَـمَّـقَةٍ. يقودنا ما سبق إلى الحديث عن الطاقات والكفاءات البشرية في الدولة، ليس في المجال الرياضي فحسب، وإنما في المجالات العلمية والـمَعرفية والإدارية، وعن ضرورة الاستفادة من الجيل الشاب الذي تَخَصَّصَ فيها، عبر تأهيله عملياً ليتولى إدارة الأنشطة الاقتصادية في مجال تَخَصُّصِـهِ مستقبلاً، ولا شك أنَّ أسباير كصرحٍ رائدٍ في الشرق الأوسط كانت نَقلةً نوعيةً في العمل الرياضي المستند إلى العلم والتخطيط السليم الهادف لِـرَفْـدِ الحركة الرياضية بأفرادٍ مؤهلين بدنياً وعلمياً، وسيكون لهم بصمات واضحات على مستقبل الصناعة الرياضية في قطر. كلما أمعنا النظر، نزدادُ ثقة بأهمية النتائج المستقبلية للمؤتمر وانعكاساتها الإيجابية، ونزداد يقيناً بأنَّ الأمرَ أضخم من تصوراتنا، لأنه يمتد ليتصل بالبنَـى الاقتصادية والـمُجتمعية لوطنٍ حبيبٍ نعمل جميعُنا من أجل رَفْـعِ رايته عالياً، في ظلِّ قيادةٍ تتلمسُ آمالَ شعبها وتسعى لتحقيقها وضمانِ مستقبلٍ واعدٍ للأجيال القادمة.