18 سبتمبر 2025
تسجيلحقيقة لا بد أن يعيها الجميع أن التعليم ليس كياناً ثابتا بل يتغير بفعل عوامل عديدة مثل التقدم التكنولوجى بالاضافة الى التحديات العلمية والعالمية مما يتطلب منا دائماً ملاحقة التطور ومواجهة مثل هذه التحديات بفكر يتطلع الى تجارب الآخرين والاستفادة منها لتحقيق التطوير المنشودولاشك أن مؤتمر القمة العالمى للابتكار فى التعليم (وايز)..الذى انطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كملتقى دولى يجمع تحت مظلته نخبة من أبرز صناع القرار والشخصيات الرائدة من كافة القطاعات لمناقشة التحديات التى تواجه التعليم كما يعد منصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الخلاق والنقاش والعمل الهادف من أجل بناء مستقبل التعليم من خلال الابتكار. فالمؤتمر أصبح فعالية عالمية رفيعة المستوى تستضيفها الدوحة سنويا تتلخص مهمتها فى تشجيع الابتكار فى التعليم وتنظيم سلسلة من البرامج التى تهدف الى تطبيق أفضل أفكار المشاركين فى العديد من المجتمعات، وعلى كافة الأصعدة التعليمية بما يسهم فى تحسين جودة حياة الناس فى مختلف أنحاء العالمالمؤتمر اعتبره فرصة طيبة للتربويين للتعرف على المشاريع التعليمية الجديدة والاستفادة من الخبرات المنتشرة حول العالم والأفكار التى أثبتت فعاليتها لتطبيق ممارسات تكون قادرة على مواجهة تحديات التعليم فى بلدنا الحبيب.والحقيقة أن الاهتمام بالتعليم وتطوره ليس ترفا بل هو المخرج الوحيد لحل أزمات الأمم مهما كانت، فالتعليم هو السبيل الى التطور العلمى والحضارى لأى امة وهو القادر على تعديل السلوك المجتمعى الأخلاقى والادارى والاجتماعى والمالى وهو القادر على ابراز المواهب والقدرات البشرية المبدعة واستثمارها خير استثمار وهو القادر على تنمية القيم الفاضلة والمبادئ الشرعية السمحة وهو القادر على تفعيل قيم الانتاج وترسيخها فى أذهان أبناء المجتمع وهو القادر على دفع الحركة التنموية وفق الأساليب العلمية من خلال رفع كفاءة المخرجات علميًا ومهاريًا وهو القادر على تنمية سلوك الثقافة المجتمعية بصورها المختلفة وهو القادر على ايجاد الحلول العلمية لكافة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والادارية والشرعية.لهذا فان التعليم بكل تأكيد يعدّ الركن الأهمّ لأى مجتمع يريد احداث أى اصلاح بالتعاون مع مختلف المؤسسات المختلفة بالدولة وبالمشاركة الفاعلة من أفراد المجتمع حيث ان التعليم هو المكوّن الحقيقى لتلك المؤسسات وأولئك الأفراد ولأهمية التعليم فى احداث التغيير المطلوب من الكفر للايمان كانت أول اية نزلت فى القرآن اقرأ باسم ربك الذى خلق.. فالقراءة هى مفتاح العلم الذى يحدث التغيير فى أى مجتمع ومن هذا المنطلق أعتبر أن التعليم هو الحل لكافة مشاكل أى مجتمع سواء كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية او أمنية او صحية واذا أراد أى مجتمع أن يتطور فعليه الاهتمام بالتعليم وهذا ما حدث فى معظم الدول التى أرادت ان تكون فى المقدمة فكان جل اهتمامها هو التعليم فحققت التقدم فى كل المجالات والعكس صحيح فكلما انتشر الجهل تأخرت الدول فى كافة المجالات مهما كانت تملك من امكانيات مادية وانتشرت المشاكل الصحية والاقتصادية والامنية والاجتماعيةومن هذا المنطلق أود ان أشيد بالمبادرة التى أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لمبادرة"علَّم طفلاً" من اجل توفير التعليم لملايين الأطفال المحرومين حول العالم وبذلك فان التعليم سوف توفر حلولا عديدة للمشاكل التى تعانى منها الدول الفقيرة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأمنية.فالمبادرة تجسد دور قطر الريادى فى المنطقة والعالم من اجل توفير التعليم لملايين الأطفال المحرومين حول العالم وتمثل علامة بارزة للدور الذى تلعبه دولتنا الحبيبة على مستوى العالم فى كافة المجالات..فالمبادرة تعتبر هدية تقدمها قطر لشعوب العالم المتعطشة الى النمو والتطور ومواجهة التحديات الدولية الراهنة لتعزيز السلام والاستقرار العالمى من خلال الابتكار والتعليمولهذا فاننى اؤكد ان التعليم هو الحل والسبيل للتطوير والارتقاء بالحياة الانسانية والحل لكافة المشاكل والأزمات سواء الصحية اوالاجتماعية او الأمنية او الاقتصادية