11 سبتمبر 2025
تسجيلتذهب الكلمات راقية نحوه القارئ في كل مرة تُكتب فيها وتكون؛ لتجد لنفسها حيزاً منه وفيه يتأثر بها من خلاله، فيأخذ بما سيأخذ به منها؛ ليُطبقه على نفسه، ويحقق ما يستطيع تحقيقه؛ كي يرتقي ويتغير حتى وإن لم يكن ذلك ليبتلع آلاف الكيلومترات من رحلة حياته، إلا أنه يتوجب بأن يكون، فهو الهدف الأساسي من تدفق دم القلم بين عروق كل تلك الصفحات التي رافقتنا طوال العام، وكل ما بجوفه من أيام شهدت الكثير من المناسبات والأحداث، حرصت من خلالها على أن تكون الفائدة حقيقية لكل من يدرك ضرورة اتباع قاعدة Always look at the bright side، التي تعني بأن تُخصص نظراتك؛ لتُلقي بها على الجوانب المشرقة التي ستحول محنتك إلى منحة حقيقية لاشك ستغير مجرى الأمور وللأفضل بإذن الله تعالى؛ لتخرج وفي النهاية بكل ما هو غير متوقع من قلب كل ما هو متوقع، وتثبت الرؤية في رأسك حين تتذكر هذه الكلمات expect the unexpected، والمتوقع منك بأن تكون ما أنت عليه، لكن أن تُبدع بفعل ذلك، فتحقق ذاتك بأقل المعطيات المُتاحة، وتستمر رغم أنف كبرياء الظروف، فهو وبلاشك ما ليس متوقعا من الجميع وبنفس الدرجة؛ لأن الأمر يعتمد على كم العزم الذي يتمتع به كل واحد منا، وقدرته على مجاراة الأحداث؛ لتصبح في صفه وإن تبين عكس ذلك. وماذا بعد؟ هي أيام فقط تلك التي تفصلنا عن عام هجري جديد يمتد ليُمدنا بشرف ما نتمتع به كمسلمين ونفخر به، وبإنجازاتنا التي وإن بدأت كجهود فردية إلا أنها ستتلاحم؛ لتأخذ روح الجماعة، وتخرج بتلك الصورة في نهاية المطاف؛ لنفرح بما نحن عليه، ونخطط لما سنكون عليه مستقبلاً. إن ما سنخرج به من كل ذاك الحديث الذي مضى هو هذا السؤال الذي يبحث عن نفسه وسط جملة من الأسئلة تكون كالتالي: ما الذي خرجنا به من كل تلك المتابعات التي كانت منا طوال العام الماضي؟ وهل أخذنا بأي شيء منها؛ لنطبقه في حياتنا؟ وهل تحقق لنا المراد فعلاً؟ وهل المتابعة أياً كان نوعها كانت من باب المتابعة أم بحكم أنها عادة يتبعها الجميع، ولكننا وفي حقيقة الأمر لا نأخذ بها، ولا نية لنا بأن نفعل؟ إن المتابعة تنم عن رغبة داخلية تكون؛ لتغذية العقل والقلب، فذاك الأول يدرك ما يدور من حوله؛ ليحدد موقعه من الإعراب، ويضع خطته التي سيتبعها بخطوات تضمن له تحقيق غاياته، وهذا الثاني يتابع الأول ويُصلي؛ ليأمن فشل تلك الخطة المُتبعة، وهو ما يحدث مع الغالبية منا وإن حدث ذلك ضمن وعاء الـ (لاوعي)؛ لنجد بأننا نتابع وإن كان ذلك لدقائق غفلها الزمن بعد أن استغفلته، لكن دون أن نعي بأننا نفعل لغاية سامية ألا وهي (التغيير للأفضل). من يدرك ماذا؟ لا يدرك قيمة العام إلا من يدرك المسافة التي قطعها عمره، ولا يدرك عمره الحقيقي إلا من يدرك كم الإنجازات التي قد حققها، ولا يحقق تلك الأخيرة سواه من يحدد ما يريده من هذه الحياة ضمن إطار اسمه (أهداف) يتوجب عليه تحقيقها، ولا يعرف قيمة الهدف إلا من حققه وبلغ القمة. يذهب العقل إلى (زاوية العقل) التي تخبرنا بأن ما مضى وإن كان يعاني من نقص (ما)، إلا أنه لا يتوجب علينا بأن نقبل بأن يُجمدنا عن القادم من الأيام، فهذا العام راحل بعد أيام؛ ليخلفه عام آخر سيكون على الشكل الذي نوده طالما سعينا وبجد لذلك فعلاً، فإن شئنا وبعملنا الجاد؛ لجعلناه مشرفاً ومتألقاً بنا، وهو ما نسعى إليه فعلاً كما يفعل كل عاقل مُحب ومخلص لذاته ولمجتمعه ولأمته؛ لذا الأمر أمرك، والشأن شأنك، والعام عامك أنت، وعليك بأن تحدد ملامحه التي ستطل عليك في النهاية من الآن، وإلى هنا لا أجد لك ولكم جميعاً مني سواها هذه الكلمات: كل عام هجري ونحن نسعى إلى التألق والتميز والرقي، كل عام هجري ونحن نسعى نحوها القمة، كل عام هجري ونحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]