حل للهموم !

خلق الله عز وجل هذه الأرض لكي تكون مسكناً ومقراً للإنسان إلى أجلٍ مُسمى، وكما خلق الله سبحانه الفرح فقد خلق بطرفه الآخر الحزن، ولكل إنسان نصيبٌ منهما. ومما يرهق الإنسان ويضيق صدره على اتساع الأرض ورحابتها هو الهَم!. فالهموم سارقة للذات البشر، سارقة لسعادة الحياة، سارقة لأبسط مقومات الحياة ومُتعها التي قد نراها بسيطة وهي متمثلة في النوم!. فإذا الهَم هو أقوى ما قد يغلب الإنسان فقد قيل في الهَم عندما سُئل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما أعظم جنود الله؟ فقال: إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد فقلت النار أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار فقلت الماء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت السحاب أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت الهواء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت الجبال أعظم جنود، ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها فقلت الإنسان أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى ما يُقعد الإنسان فوجدته النوم فقلت النوم أعظم جنود الله، ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت الهم والغم أعظم جنود الله. فالهَم سارق الإنسان من جميع مُتع الحياة وإن كان ذا نفوذ وذا مال عظيم!. فما الحل إذاً؟ الحل في كلمات قصار ولكنهن ذوات شأنٍ عظيم وهو في الصلاة على الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ففي الصلاة على الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم تحقيق للمطالب وبإذن الله استجابة للدعاء وبر للوالدين في آن واحد. فعظائم الصلاة على النبي الأمي لا تنتهي ولا توفيه كلمات في مقال أو مجلدات، فعظائم الصلاة عليه بحر تبحر فيه في سماء الكون ولن تكفيك به حروف وكلمات. ففي الهَم قال الصادق الأمين عندما أتاه أبي بن كعب فقال: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فما أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. فقال: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير. فقال: النصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك. فقال: الثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير. فقال: أجعل لك صلاتي كلها. قال علية أفضل الصلاة: إذاً يُكفى همُك ويُغفر ذنبُك. ومن أصدق من الرسول بعد الله حديثاً؟!. فالإكثار من الصلاة عليه الصلاة والسلام فيه من الخير الكثير. ومن قصص تلك الفضائل أحد المشايخ أجرى عملية لقلب مفتوح وتمت العملية بنجاح فضلاً من الله، ولكن بعد العملية أصبح هناك تجمع للدم على القلب مما استدعى الأطباء إبلاغ الشيخ بضرورة عمل عملية أخرى لإزاحة الدم المتجمع، وهنا تملك الخوف من الشيخ. وهو ذلك الشيخ العالم بالدين والقائم بالصلاة في المسلمين وهو إمام ذلك المسجد!. فذّكرته إحدى الممرضات بفضائل الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام وكأن في تلك اللحظة أرسل الله هذه المُمرضة لهذا الشيخ لِتُذكره بهذا، فقام بترديد الصلاة والسلام على الرسول، وقبل العملية تم عمل الفحوصات الأخيرة للشيخ ليتفاجأ الأطباء بنزول الدم من على القلب وعدم الحاجة إلى إجراء العملية!. وقصة بائع الفول الذي بعد توفيق من الله أصبح من الأغنياء، وذكر سبب ذلك من بعد فضل الله يعود إلى الصلاة على الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث كان يُقدم الفول دون مقابل لمن لا يستطيع الدفع وللفقراء وبنية الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام. وباتفاق العلماء أن من مواقع قبول الدعاء هو بدء الدُعاء بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم طلب الحاجة، ومن ثم ختم الدُعاء بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام. عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا). فقبول الصلاة والسلام عليه من الله عز وجل مؤكدة، فعِندما يأتي القبول من الله عز وجل بالصلاة على الرسول الكريم ويكون ما بين القبولين دعاء فالله أكرم من أن يرد دعاء ما بينهما. إن الآثار في الصلاة عليه أفضل الصلاة والسلام كثيرة ولا يمكن أن تحصى، ففي ذكره حياة وفي ذكر حروف اسمه بركة وفي الصلاة عليه فرج وفرح. أخيراً "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". وهل هُناك بعد قوله سبحانه قولٌ. انتهى الكلام!