23 سبتمبر 2025

تسجيل

الدبلوماسية القطرية.. التعلم من التاريخ

20 أكتوبر 2020

جاءت دعوة معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، لسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية لإلقاء محاضرة حول الدبلوماسية القطرية لتعكس الاهتمام الدولي بتجربة قطر، وكيف تمكنت القوة الناعمة من خط مسار وفر الحماية لقطر ومكنها من تحقيق الازدهار على الرغم من الحصار، وكيف يمكن للدول الصغيرة جغرافيا أن يكون لها موقع جيوسياسي مهم، وكيف يمكنها التعلم من التاريخ وخلق مستقبل مزدهر. الحرص السنغافوري على الفهم الأعمق للشرق الأوسط والاستفادة من التجربة القطرية، يؤكد ان دولة قطر حاضرة بشكل ملحوظ على الساحة الدولية، ليس فقط كونها المصدر الرائد للطاقة النظيفة ومستضيفة مونديال العالم المقبل، لكن ايضا كونها وسيطاً ناجحاً لحل النزاعات، وأحدثها اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية والمفاوضات الأفغانية - الأفغانية، على الرغم من الجهود النشطة من دول الحصار لعزلها، وهو في حد ذاته محور مهم سيكون موضع حديث مستفيض، بعدما فشلت دول الحصار في عزل قطر عن المجتمع الدولي أو إجبارها على الاستجابة لمطالبها أو حتى إقناع دول العالم بصدق اتهاماتها لقطر. قدرة قطر على المناورة ومواجهة الحصار وتحويله إلى فرصة يشكل نموذجاً للتحدي الذي يتم تدريسه في الجامعات ومراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية عن تحويل التحديات إلى فرص، وستظل دولة قطر نموذجاً في هذا الشأن بما ابدته من صمود في مواجهة دول الحصار التي عاندت طويلا حتى يئست من إجبار قطر على التراجع. على أن اختيار الجامعة السنغافورية للاستماع إلى التجربة القطرية لم يكن عبثاً، فكلتا الدولتين لهما تجربة في التغلب على القيود الجغرافية وفرض نفوذ من نوع آخر عجزت عن فرضه دول ذات تاريخ، لتلعبا دورا بارزا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وحققتا ازدهارا فريدا من نوعه على الرغم من ضغوط جيرانهما، وهو الدرس الذي تقدمه دول صغيرة جغرافياً في النظام الإقليمي، لكنها كبيرة بمواقفها وعزيمة رجالها، فالدول الصغيرة جغرافيا لم يعد منطقياً أن تتصرف كدول صغيرة كما كان مطلوبا منها سابقا، وبات عليها اليوم التصرف بما حققته في محيطها الإقليمي من ردع صلب وقوة ناعمة.