17 سبتمبر 2025

تسجيل

وهل الإيمان بالتمني؟!

20 أكتوبر 2018

الإيمان ليس بضاعة مزجاة تباع وتشترى بأبخس الأثمان أو مجرد دعوى أحبار ورهبان وألقاب تجوز على كل لسان، وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. يقول د.علي الصلابي (إن مظاهر التّديّنِ أمرٌ محمود، ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً. ولكن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ ونتركَ المضمون. فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم. أبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبدالله بن مسعود! وسيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد وحمزة! تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين) ا.هـــ فهل أدركنا ماذا يريد الله منا؟ ستظل لحظات من يوم بدر وكل يوم رباط في هذه الأمة لرفع الظلم وإغاثة الملهوف صنو لقيام ليالي قدرٍعبر سنين. قال صلي الله عليه وسلم (رباط ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدرعند الحجر الأسود)، وهو ما يعدل مائة الف فيما سواها. لقد اطلع الله على أهل بدر وهم يقيمون قرآنا حيا وواقعا ملموسا، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فلايضركم بعدها ذنب). وذلك هو القدر والمقام العالي لرجال أخذوا بلجام أنفسهم ونواصيهم إلى الله فرفعهم الله ففازوا بالحُسنيين. نصر وشهادة وليال قدر في أيام معدوادت، فلا تبحثوا عن ليلة القدر فقط بين أروقة المساجد، ولكن ابحثوا عنها في الإتيان بالبر كله في كل ما يرضي ربنا من بر للوالدين وصلة للأرحام وإطعام للطعام وكسوة للعاري وتأمين للخائف الملهوف ورفع ظلم وكفالة يتيم، ابحثوا عنها في إتقان العمل وإصلاح ذات البين ورد الحقوق والتوبة إلى الله. ابحثوا عنها في قلوبكم وضمائركم وأنتم بين يدي الله في مساجدكم، قال تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177- البقرة). هذه هي اخلاق المتقين وتلك هي ثمرة الصيام (لعلكم تتقون).